عالمنا بلا حدود نبتدى منين الحوار
عزيزى الزائر أهلا ومرحبا بك فى منتدى محمد فوزى الثقافى نرحب بك ضيفا عزيزا على منتدانا ونتشرف بتسجيلك فى المنتدى بالضغط على رابط التسجيل
عالمنا بلا حدود نبتدى منين الحوار
عزيزى الزائر أهلا ومرحبا بك فى منتدى محمد فوزى الثقافى نرحب بك ضيفا عزيزا على منتدانا ونتشرف بتسجيلك فى المنتدى بالضغط على رابط التسجيل
عالمنا بلا حدود نبتدى منين الحوار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عالمنا بلا حدود نبتدى منين الحوار

منتدى محمد فوزى السابع عشر منارة ثقافيه للجميع
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
المواضيع الأخيرة
» كتاب يوميات فيلسوف مهموم 2019 الكتاب الذي هز قلوب العاشقين
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالسبت 13 أبريل 2019, 12:01 pm من طرف الكاتب والمفكر محمد موسي

» قعدت أنادى ع الفضيله
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالخميس 02 يونيو 2016, 6:28 pm من طرف مستر/عطيه الخضرى

» كُلُّه وارد
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالسبت 02 يناير 2016, 6:28 am من طرف مستر/عطيه الخضرى

» وعد من قلبى السنادى
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالخميس 31 ديسمبر 2015, 5:49 am من طرف مستر/عطيه الخضرى

» اخلاقي اساس حياتي سَــــألونيْ عَــن الدُنيـــا فَقُـــلتُ إنَــها زائِـــلة ويَـــومَ القيـــامة لـــن يَنفعَـــكْ أخً ولا عائِلَــــة إنَ الحَيـــــاةَ تُســقينا كَأسًــا مِـنَ المُـــرِ قاتِلـــةَ أتُحِــب أنْ تكـــونَ خطواتُـــكَ عَلــى الصــراط مُعت
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالجمعة 05 يونيو 2015, 8:25 pm من طرف محمد فوزى البلقينى

» روشته السعاده الزوجيه
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالجمعة 05 يونيو 2015, 8:14 pm من طرف محمد فوزى البلقينى

» من روائع الادب والحكمة.... لا يمكنك ان ترى انعكاس صورتك في ماء يغلي.. وكذلك لا يمكن ان تشاهد انعكاس شخصيات الاخرين وانت في حالة غليان الغضب!!
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالخميس 04 يونيو 2015, 7:43 pm من طرف محمد فوزى البلقينى

» في البدايات تكون كل الأشياء رائعة والمشاعر متوهجة ويغيب العقل وتذهب الأفكار ثم وبالتدريج تذهب السكرة وتعود الأفكار ولكنها تأتي بعد فوات الأوان...ما مضي لن يعود ولكن الأمل دائما موجود والغد قادم لا محالة فلنستقبله بالرضا واليقين بأن الله لن يضيعنا وأن قضاء
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالأربعاء 03 يونيو 2015, 5:35 am من طرف محمد فوزى البلقينى

» بين شقى الرحى حنين وانيين
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالأربعاء 03 يونيو 2015, 5:34 am من طرف محمد فوزى البلقينى

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأكثر نشاطاً
وجهات نظر/*/* ماهو احقر الرجال
مشكله ليس لها حل000 فهل تشاركونى الراى ام تختلفوا معى اخاطب ود تواصلكم احبتى واحبابى
وقالت مدام امينه=== حوار مع ملكه الحوار
الاعلام الامريكى شبهه السيد الدكتور مرسى بالقرداتى
لالالالالالالالالا لى التسول بالأطفال
لايفسد الرجل الا امراه لعوب فقدت بوصله دينها
رساله ورديه من زوجه متهنيه هيا نتبادل الادوار زوجى وحبيب قلبى عشان اريحك عمرى
هل النزوه خيانه قضيه معاصره
رحبوا معى بسمو ملكه الحوار الجميله مدام امينه
حواريه مع الجميل جدا الاستاذ احمد ربيع من نجوم احلى منتدى والفيس بوك
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام الناريه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد فوزى البلقينى
المشرف العام لمنتدى عالمنا بلا حدود ونبتدى منين الحوار
المشرف العام لمنتدى عالمنا بلا حدود ونبتدى منين الحوار
محمد فوزى البلقينى


عدد المساهمات : 4476
تاريخ التسجيل : 02/09/2012
العمر : 73

من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Empty
مُساهمةموضوع: من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام الناريه   من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه Icon_minitimeالسبت 22 يونيو 2013, 7:12 am

السهام النارية! !

أعرف أن كل صاحب مشكلة يظنها الأكبر في الدنيا, لكن كل مصيبة تهون وكل كسر يجبر إلا كسر الدين وخسارة الآخرة, وما كان لي أن أشكو نصبا أصابني في الدنيا, فلقد أعطتني الدنيا الكثير, لكني أوشك أن أخسر الآخرة وهي كل شيء.
فأنا رجل في منتصف الأربعينيات نشأت في أسرة ثرية ماديا متوسطة اجتماعيا وكان والدي يرحمه الله يملك مصنعا هو الأكبر من نوعه في مدينتنا وقد بناه بعد قصة كفاح بدأ فيها من الصفر. وأمي ربة منزل بسيطة طيبة وكنت الابن الاكبر لأربع بنات وثلاثة أشقاء وأود أن أروي شيئا بسيطا عن هذا الوالد العظيم الذي لم تفارق الابتسامة شفتيه طوال حياته وحتي موته بين يدي والابتسامة تملأ وجهه, فإن هذا الأب لم يعل صوته مرة واحدة في حياته علي أحد أبنائه ناهيك عن أن يضربهم وكان يأسر من حوله بالحب والعطف, فحتي التوجيه والنصح المباشر كان في أضيق الحدود وكان يقول لأمي عندما تعاتبه علي تساهله معنا بأن القدوة خير من ألف نصيحة وقد نشأنا جميعا ـ ولله الفضل والمنة ثم لهذا الوالد ـ علي تقوي الله والمواظبة علي الصلاة في المسجد وتحجبت شقيقاتي منذ صغرهن دون أي ضغوط من أحد. أما والدي في مصنعه فلم أره ينهر عاملا أو موظفا, وكان عندما لايجد مكتبه نظيفا يطلب المكنسة من الساعي ويبدأ في كنس المكتب بنفسه, ولست أجد المجال كافيا لأذكر أي مواقف أخري له, وقد أصابه مرض خطير وأنا في بداية تعليمي الجامعي بكلية الهندسة التي التحقت بها إرضاء له لكي أدير الم
صنع في المستقبل.. وبعد أن امتحن بالمرض اصطحبني والدي معه إلي المصنع وأطلعني لاول مرة علي كشوف المصنع وإيراداته وأذهلني دخل المصنع وعجبت للحياة المتوسطة التي نحياها وعجبت بوالدي الذي لايملك سوي بدلتين ويأكل مع العمال في المصنع ولانملك سيارة ودخل المصنع يقدر بعشرات الآلاف, ثم وجدت كشوفا بعشرات العائلات التي تكفل بها هذا الرجل الطيب كفالة تامة, حتي أنه يزوج البنات ويوظف الشباب ممن أنهوا تعليمهم وعندما اعترضت عليه, ربما للمرة الأولي في حياتي, اصطحبني معه برغم شدة مرضه لنمر علي بيوت هذه العائلات ورأيت من الفقر والبؤس مالم أر في حياتي, كما رأيت من الحب والعرفان بالجميل أيضا مالم أر في حياتي, ومات والدي وهو يوصيني بهذه الأسر وقال لي: لن أوصيك بأمك واخوتك لأني أعرفك ولكن أوصيك بهؤلاء الأيتام فأنت أبوهم الآن, ومات يرحمه الله وبدأت مرحلة جديدة في حياتي بعد وفاته, كنت فيها الأب لأمي واخوتي وعمال المصنع ووفقني الله ببركة هذا الوالد وبمساعدة كل من في المصنع الذين عملوا كما لم يعملوا في حياتهم لكي يستمر المصنع ويتطور بفضل الله. ومازلت أكمل مشوار أبي في رعاية الأسر التي كان يرعاها وزوجت شقيقاتي كلهن وأديت فريضة الحج مع أمي يرحمها الله ورحلت عن الحياة وهي تدعو لي وليس علي لسانها سوي ذكر أبي وذكري والدعاء لنا ولاخوتي, أما حياتي الخاصة فبرغم مركزي وثروتي وتخرجي في الهندسة بتفوق وشكلي الذي لم يكن يخلو من وسامة فلم تكن لي أي تجارب عاطفية, وكانت حياتي كلها عمل وحبست كل مشاعري داخلي وفي أحلامي وكنت أري أن أغلي شيء عندي هو مشاعري, فكنت أضن بها علي أي امرأة إلا واحدة فقط هي من سوف تعطيني عمرها كله وهي زوجتي وكان حلمي أن تكون هذه المرأة كلها مشاعر وحب ولها عندي كل عمري ومشاعري وشبابي.

وكثر إلحاح أمي وشقيقاتي علي لكي أتزوج بعد زواج شقيقاتي إلي أن كنت في حفلة لأحد المعارف ووجدت فتاة شديدة الأناقة, جميلة إلي حد ما متعالية, وللأسف فإن هذا مالفت نظري إليها, فقد وجدتها لاتلتفت إلي علي خلاف ماتعودت, فتقدمت إليها وسط الناس وطلبت الجلوس معها بالحديقة فذهلت لجرأتي ومع هذا فقد ذهبت معي للحديقة وما كانت جرأتي هذه لخبرة أو اعتياد وإنما كانت لثقتي في أنني لن ارتكب خطأ ولثقتي الشديدة في مشاعري الصادقة التي اختزنتها لرفيقة العمر, وفي هذه الجلسة طلبتها للزواج ودون أن أسأل عنها أو عن أهلها واشترطت عليها أن تترك الوظيفة وتتحجب وان أكون كل حياتها ولها مني مقابل ذلك كل حياتي ومشاعري وإمكاناتي, فوافقت علي الفور وتمت الخطبة خلال أيام علي أن يتم الزواج بعد شهور وكنت جاهزا ولدي شقة فاخرة في عمارة علي النيل وهي الشيء الوحيد الذي أنفق عليه والدي كثيرا لنجتمع جميعا أنا وأشقائي وشقيقاتي في هذه العمارة وبدأت مرحلة الخطبة وكانت مرحلة سيئة للغاية لي, فقد فوجئت بخطيبتي هذه وليس لديها أدني قدر من المشاعر ولم أسمع منها كلمة حب واحدة أو اشهد منها ابتسامة واحدة عند اللقاء, بل كانت تستقبلني وهي جالسة واضعة ساقا علي ساق دون أي تعبير علي وجهها وعللت صمتها في البداية بخجلها, لكني رأيتها لاتعرف الخجل في مواقف أخري, فهي تجلس وسط أي احتفال لتحدث هذا وتضحك مع هذا وبدأت معها محاولاتي لتغييرها وكان هذا خطئي الثاني بعد خطأ اختيارها, فحدثت صدامات عنيفة بيننا بعد كل محاولة مني لإقناعها بأن تغير طريقتها في الكلام معي فتقترب مني أكثر وتبتعد عن الأغراب وتتحفظ معهم لا معي فتغضب وتخاصم وأظل أصالحها وكأنني أنا المخطيء, والحقيقة أنني التمست لها بعض العذر حيث وجدت والدها وهو رجل طيب قد كرس كل حياته لإرضاء زوجته حتي لقد قاطع كل أهله بلا استثناء مقاطعة تامة إرضاء لها, وجعل كل همه هو تلبية أوامرها ثم هو بعد ذلك قد جعل من نفسه متنفسا دائما لغضبها الذي لاينتهي, كل هذا وغضبها لاينتهي ولقد كان يجب أن أنهي هذه الخطبة, لكنني لم أستطع وهذا خطئي الثالث, فقد استهولت أن أدخل بيتا وأخطب فتاة من اهله ثم أكون أنا الباديء بفسخ هذه الخطبة وهكذا تم الزواج بعد حوالي شهرين فقط من الخطبة, ومضي الآن علي زواجي خمسة عشر عاما ذقت خلالها الأمرين, فقد كنت ايام الخطبة أعتب عليها صمتها, أما الآن فإنني أتمني أن يصمت هذا الفم الذي لايخرج منه إلا
الأذي, ذلك انني لم أر في حياتي كل هذا الكم من السخط والغضب, وإنني لو حسبت الأيام التي لم نتخاصم فيها لما تعدت بضعة أشهر خلال الخمسة عشر عاما بلا مبالغة, ولي طفلتان ولدتا في منزل أم زوجتي وهي غاضبة لديها وقضيتا الأعوام الأولي من عمريهما مع أمهما عند والدتها وهي غاضبة, وإنني بالفعل عاجز عن أن أصف حياتي معها فأنا أدخل المنزل فاجدها تدير ظهرها لي ولاترد السلام وتتعمد أن تتناول طعامها مع البنتين قبل حضوري, ثم تبدأ في الصراخ والدعاء بأن ينتقم الله مني وحسبها الله ونعم الوكيل إلخ والويل لي إن أصابها الأرق ونمت أنا أو مرضت هي وسلمت أنا, ولقد كنت في بداية حياتنا أعاتبها عتابا رقيقا وأتعمد أن أحتضنها فما أن تسمع عتابي حتي تصرخ بأنها بنت كذا وأنها لاتفهم في شيء, وإنني أنا الذي لا أخطيء فامتنعت عن عتابها وذقت الأمرين معها لكي تصلح من مظهرها وتقلل من تبرجها لأن هذا هو مالا أقبله وقد قبلت هي هذا صاغرة بعد سنوات من المعارك وأما عملها فلقد رفضت تماما أن تتركه ومازالت ناقمة علي لتأخرها عن زملائها بسبب إجازات الوضع ورعاية الأطفال مع أن ماننفقه في الشهر الواحد يفوق مرتبها في سنوات.. ولقد قطعت علاقاتها مع كل اخوتي فور زواجنا وكانت كل زيارة منهم لنا أو منا لهم تنتهي بصراخها بأن فلانة التي لاتساوي شيئا قد أدارت لها ظهرها أو تقصدها بكلمة قالتها..

والحقيقة انني عاجز تماما عن فهم هذا الغضب والسخط, فيشهد الله أنني أرعي الله فيها وكنت أحاول قدر إمكاني أن أسعدها واوجه اليها كلمات الحب فتردها علي بالإهانة, وإن مدحت جمالها قالت كان هذا زمان قبل ان أعرفك. وإن مدحت مهارتها ندبت حظها وقالت وماذا صنعت بها.. وإن سكت صرخت مولولة حسرة علي خسارة تعبها لمن لايستحق, وجربت معها كل شيء من العتاب الي كلمات الحب الي النصح الي الهجر.. فلم ينفع شيء أمام الغضب المقدس وسهامها النارية, فكل شاردة تغضبها علي الأقل عشرة أيام ولا أبالغ ثم فجأة تصفو وتتكلم كأن شيئا لم يكن لساعات أو ليوم علي الأكثر, ثم يغضبها شيء آخر.. إنك لاتتصور حجم الحب الذي أحيا به وسط الناس مني لكل من حولي ولي من كل من أعرفه, وهي الوحيدة في العالم التي لم أستطع أن اكتسب حبها والعجيب أنها برغم كل هذا الغضب لم تطلب الطلاق مرة واحدة ولو طلبته للبيته لها في نفس اللحظة ولكني غير قادر علي اتخاذ هذا القرار الذي اتمناه حتي لا أكون السبب في إيذاء أعز الناس لي وهما ابنتاي.
أما بالنسبة للعلاقة الخاصة بنا فقد كنت طوال السنين الماضية أسترضيها كلما غضبت حتي ينفثيء غضبها بعد عدة أيام ومنذ مايقرب من عامين عافتها نفسي وابتعدت عنها تدريجيا حتي تركتها تماما منذ أكثر من عام وأنا في تمام صحتي.. كل مامر بي ما كان لي أن أتذمر منه, فقد أعطاني الله الصحة والمال الوفير والمركز وحب الناس وحب الأهل ورضا الوالدين, وكنت أدعو الله في صلواتي وفي حجي وفي كل عمرة اعتمرتها بأن يعوضني الله عنها بالحور العين في الجنة, ولكن وبعد هذا العمر في طاعة الله وجدت نفسي تهفو إلي السكن والسكينة ولم تعد أعصابي تتحمل هذا الغضب والخصام والكارثة هي أنني بدأت أفكر في الحرام, فعيني تنظر.. ونفسي تهفو ويدي تمتد وأنا أقاوم ولا أستطيع.. إنني أخجل من اعترافي هذا في سني هذه.. وأدعو الله مخلصا أن يقبض روحي قبل أن أقع في الخطيئة ولست أحمل أحدا سوي نفسي الأمارة هذه الأوزار وفي كل يوم أبتعد عن الله درجة. لا أعرف ماذا أفعل. لاأستطيع أن أطلق زوجتي, فأؤذي البنتين ولا أستطيع أن أتزوج عليها كما نصحتني ابنتي الكبري باكية لتطاول أمها علي وإنما أنا أحتاج بشدة لشريكة حياة لي نفسيا وجسديا.

أعتذر ياسيدي عن الإطالة وعن تفكك الرسالة ولكني أرجو نصحك... فقط ساعدني لاسترد سلامة نفسي وقربي من الله.

ولكاتب هذه الرسالة أقول:
جاء في أمثال سليمان الحكيم عليه السلام: البيت والثروة ميراث عن الآباء, أما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب!
وهذا صحيح بغير جدال, لكن الانسان مطالب بالرغم من ذلك, بان يتحري قدر الجهد والطاقة اسباب التوفيق وتقارب السمات النفسية وتشابه القيم العائلية ورؤية الحياة أملا في ان يسهم كل ذلك في توفير الحد الأدني المطلوب من التفاهم بينه وبين شريكة الحياة.. فاذا ولدت شرارة الحب في قلب كل منهما تجاه الآخر بعد ذلك سعدا بصحبتهما ونهلا معا من نبع السعادة والهناء.. وان خبت جذوة الحب في قلب احدهما تجاه الآخر لم يظلمه ولم يسيء عشرته وانما تعامل معه بروح العدل والانصاف, ولقد يعوضه عن جدب العاطفة بالمودة والسكينة ورعاية حدود الله فيه.

أما ان يختار الإنسان لصحبة الحياة من لايوافقه ولايفارقه علي حد قول احد الائمة العظام فهذا هو الجحيم المستعر الذي يذكرنا بما جاء في كتاب النكاح للإمام ابي حامد الغزالي من اخبار الانبياء عليهم السلام عن نبي الله يونس عليه السلام, اذ دخل عليه قوم فاستضافهم فرأوا امرأته تؤذيه وتستطيل عليه كلما غدا او راح وتعجبوا لذلك فقال لهم عليه السلام: لاتعجبوا فإني قد سألت الله تعالي وقلت ما انت معاقب لي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال: إن عقوبتك بنت فلان تتزوج بها فتزوجت بها وأنا صابر علي ماترون منها.
ولاشك في أنك لم تتحر قدر الجهد والطاقة اسباب التوفيق في حياتك الزوجية, وانما أسأت قراءة بعض المؤشرات في غمرة تفجر مشاعرك فجأة بعد طول اختزان امام فتاة التقيت بها في احدي الحفلات.. ولو أنك كنت قد أحسنت قراءتها وادركت خطورتها في حينها لما اتخذت حياتك هذا المسار, فلقد بدا لك واضحا ان فتاتك قد تعاملت معك بجمود عاطفي لايخفي علي العين منذ البداية.. وأنها لم تستجب لك عاطفيا.. ولم تتهلل للارتباط بك وفسرت لك ذلك بخجلها في حين انك لم تر أثرا لمثل هذا التحفظ في علاقاتها بالآخرين.

كما شهدت فترة الخطبة الكثير من الخصام والخلافات.. ولم يدفعك كل ذلك لمراجعة نفسك.. ثم كشفت لك فترة الخطبة عما هو أخطر وأهم فلم تحسن للأسف تقديره.. ولم تنزعج له وقد كان وحده كافيا لإشعارك بأنك قد أخطأت الطريق, واعني به نمط العلاقة الزوجية بين والدة فتاتك ووالدها. فلقد قلت انت إنه قد كرس حياته لارضاء زوجته وجعل كل همه في الحياة هو تلبية اشاراتها وإطاعة اوامرها حتي لقد قطع كل علاقة له بأهله جميعا إرضاء لها.. ومع ذلك فلم ينج من سخطها وغضبها الدائمين وانما ظل متنفسا لبراكين غضبها الأبدية.. فكيف لم ينبهك ذلك وحده الي نمط القيم العائلية السائد في وسط فتاتك قبل الارتباط بها.
لقد كان كل ما كابدته فيما بعد في علاقتك بزوجتك وسخطها الدائم عليك وإنكارها لكل فضل لك.. وترقبها ان تقوم علي الدوام بواجبك المقدس في استرضائها, ماثلا امام عينيك في علاقة امها بأبيها, وكان واضحا أنها قد نشأت علي اعتبار هذا النموذج في علاقة الزوجة بزوجها هو النمط الوحيد الذي تعرفه وترغب في تكراره معك وتترقب ألا يكون لك هدف في الحياة سوي استرضائها وتلبية اشاراتها.. واستقبال نفثات غضبها الابدي في صبر وامتثال.

ولقد قال المفكر الفرنسي باسكال في كتابه الأفكار: إن الانسان لايشعر بقيوده اذا تبع مختارا من يجره.. فاذا بدأ المقاومة محاولا الابتعاد تألم كل الألم!
ومصداقا لهذه الكلمة فإن والد زوجتك لم يكن يشكو من قيوده.. لأنه كان يتبع من يجره بلا مقاومة حتي لقد قطع رحمه بلا ندم إرضاء له..

أما انت فلقد قاومت ومن هنا بدأت المعاناة والمشاكل لكلا الطرفين: لزوجتك التي لاتعرف للعلاقة الزوجية سوي نموذج الزوجة المتسلطة جافة المشاعر والزوج المستسلم المطيع الي مالانهاية.. ولك انت الذي ضقت بقيودك فاصبحت هدفا دائما لانفجارات غضبها وسهامها النارية.. حتي لتشفق عليك ابنتك الكبري وتنصحك النصيحة المؤلمة بأن تتزوج من غير أمها والمشكلة الخطيرة التي تواجهها الآن هي أنك قد زهدت زوجتك بعد طول ما قاسيته منها.. وبدأت تتلفت حولك وتتأثر بمغريات الحياة وتخشي علي نفسك من الفتنة والوقوع في بئر الخطيئة.
وحين يصل الانسان الي هذا الحد.. وفي مثل هذه المرحلة الحرجة من العمر التي تجتازها الآن.. فان كل شيء يقدم عليه لاجتناب الخطيئة.. وإعفاف النفس والاستمرار في طاعة الله يصبح مندوبا إليه ومفضلا بل وواجبا دينيا وأخلاقيا كذلك.

وآفة بعض شركاء الحياة من نمط زوجتك انهم يعتمدون علي اطمئنان الغافلين إلي أن شريك الحياة لن يجرؤ علي تحطيم اغلاله مهما قاسي من سوء العشرة والحرمان معهم.
وبعض الادباء يقولون انه كلما ازداد الحب ازداد خوفنا من ان نفقد من نحب. لهذا فان الخوف الصحي من فقد الأمان والاستقرار والاخلاص والوفاء قد يدفع الانسان لان يصلح من نفسه ويحرص علي شركاء الحياة خوفا من ان يفقدهم اذا حانت لحظة الانفجار.

فابلغ زوجتك ياسيدي هذه الرسالة باي شكل تراه ملائما وهي أنها قد تفقد امانها واستقرارها وتعرض ابنتيها للتمزق بين ابوين منفصلين اذا واصلت طريق الجفاء والخصام والسخط الابدي علي شريك حياتها.. واذا لم تحسن ايضا تقدير زوجها.. وتشعره بالقبول العاطفي والانساني له. وامنحها الفرصة الأخيرة لاستدراك مافاتها من حسن العشرة ورعاية الزوج وتصحيح المفاهيم.. فإن اصاب سهمك الاخير هذا غايته فلقد فزت اخيرا بالسعادة والأمان.. وإن لم تتنبه لخطورة الأمر ومضت في غيها القديم.. فلا لوم عليك إن تزوجت من أخري بعد تخييرها بين الاستمرار معك والانفصال عنك.. ولالوم عليك كذلك إن طويت صفحتها كلها معك وبدأت صفحة جديدة من حياتك مع غيرها.


من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام  الناريه 431827_522567321124002_480163430_n

27أعجبني · · =241920815855322&p[1]=1073741825&profile_id=241920815855322&share_source_type=unknown]المشاركة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع السهام الناريه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع الشخصيه الفولازيه
» من روائع المبدع عبد الوهاب مطاوع صراع الديناصورات
» الدوامه المبدع عبد الوهاب مطاوع دراما الحياه تعلمنا دوما
» منتصف الطريق عبد الوهاب مطاوع من دراما الحياه نتعلم
» من كلمات الراحل المبدع عبد الوهاب مطاوع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالمنا بلا حدود نبتدى منين الحوار :: فى صالون السابع عشر-
انتقل الى: