زوجة
الأب الشريرة حقيقة وليست من نسج الخيال... هذا ما ذهبت إليه دراسة نشرت في المجلة الاقتصاديَّة في «الولايات المتحدة الأميركيَّة»، وجاء فيها أنَّ زوجة الأب تنفق مبالغ أقل على الأطفال مما تنفقه الأمهات الطبيعيات، وغالباً ما تقدّم لهم وجبات غير صحيَّة.
توضح الدراسة، التي شملت 24 ألف عائلة، أنَّ زوجة الأب أو زوج الأم ينفقان على الكحول والتبغ أكثر مما ينفقه الأب الطبيعي أو الأم الطبيعيَّة على الأطفال، وتؤكد الدراسة أنَّ ما جاء في كتب الأدب من مشاهد قسوة زوج الأم أو زوجة الأب، لم يكن من الأمور المبالغ فيها، وأنَّ زوجة الأب الشريرة حقيقة واقعيَّة أكثر مما كان يعتقد سابقاً.
في اعتقاد القائمين على الدراسة أنَّ هنالك تفسيرات محتملة لعدم اهتمام زوجة الأب أو زوج الأم بتغذية الأطفال الذين ليسوا من صلبه، التفسير الأول اقتصادي؛ يدفعهم لعدم الاستثمار كثيراً في أطفال لا يرتبطون بيولوجياً بهم؛ لأنَّهم لا يتوقعون منهم الكثير في المقابل مستقبلاً، والتفسير الثاني بيولوجي؛ حيث إنَّ زوجة الأب وزوج الأم أقل ميلاً في الاستثمار في أطفال آخرين أو تغذيتهم.
وتشكّل الدراسة أهميَّة ملحوظة بالنسبة للعائلات التي تعيش في هذه الحالة، ففي «بريطانيا» على سبيل المثال تنطبق في مثل هذه الحالة (وجود زوج أم أو زوجة أب) على أربع حالات من كل عشر عائلات بريطانيَّة، وتضاعفت أعداد هذه الحالات كل عشر سنوات.
تقول الدكتورة «آن كيس»، أستاذة الاقتصاد في جامعة «برينستون» بولاية «نيوجرسي»، التي قادت الدراسة على عائلات من «الولايات المتحدة» و«جنوب أفريقيا»، إنَّه بسبب أنَّ النساء عموماً هن اللاتي يقمن بالتسوق، فإنَّ تأثير زوجة الأب كان أكثر من تأثير زوج الأم، لكن بعض خبراء الأسرة يقولون إنَّه ينبغي التوقف عن إصدار الأحكام الجاهزة عن زوجة الأب أو زوج الأم باعتبارهما أناساً أشراراً.
زوجة الأب «كيري ماكول» واحدة ممن شملتهم الدراسة، تدافع عن زوجات الآباء بقولها: إنَّ المجتمع ما زال ينظر بصورة سلبيَّة لزوجة الأب بصرف النظر عن الطريقة التي تعامل بها أبناء زوجها.