دموع الفرح
أكون في غاية السعادة, وأنا أعيش بين رسائل بريد الجمعة, وأشعر أني بين أفراد أسرتي الروحية, ولا أبالغ إذا قلت أني أحس بينكم بالأمان, وكم سعدت وبكيت مع الطبيب حامل الأمانة, فقصته واحدة من القصص التي آلمتني أشد الألم.
وأدعو الله أن يتغمد زوجته الغالية بالرحمة, ولعلها تهنأ الآن بأبنائها, وقد اختارت لهم الراعية الحقة, وهنيئا للطبيب بما عوضه به المولي من خلف كريم, لسلف كريم وهنيئا له نجاح أبنائه وما وفقهم إليه الله, وما أدته لهم هذه السيدة الرائعة.
والله إني بكم لفي أشد الفرح برغم ما تحمله حياتي من متاعب وعثرات, فأنا أرملة مازلت أعاني متاعب الحياة في تربية أبنائي وأسألكم جميعا الدعاء لي بأن يوفقني الله فيما حملت من أمانة, وأن يعينني علي أمري, وأن يقر عيني بأبنائي.. لقد تذكرت قصة الطبيب الأولي ـ التي تحدث فيها عن زوجته الراحلة, وكنت وقتها في بداية حياتي الزوجية, وبكيت أنا وزوجي يومها كثيرا, وأشفقنا عليه من مصابه الجلل وتساءلنا يومها كيف لزوجين متحابين أن يتحمل أحدهما فراق الآخر؟ وسبحان الله لم تمض أكثر من أربع سنوات حتي فارقني زوجي وحبيبي رحمه الله ورحم زوجة هذا الطبيب.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لو أدرك كل إنسان أن أجله محدد ولا حيلة له فيه عاش حياته بلا قلق, ولا خوف, فمهما يفعل فلن يغير من واقعه شيئا, ويقول الله تعالي ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا فلقد أخذ زوجك نصيبه من الدنيا, وترك لك مهمة رعاية أولادكما من بعده, فتحملت الأمانة بشجاعة وإيمان, وبقدر صبرك ورضاك سوف يضاعف الله لك الجزاء, حيث يقول تعالي إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب.. فاسعدي بحياتك وأولادك يا سيدتي, واستمدي من حبك لزوجك الراحل القوة والعزيمة علي الوصول بهم إلي بر الأمان بإذن الله.