قطار الزواج أوشك أن يفو تهن.. خايفة من الثلاثين !
حكايات بنات مسلسلات جسدت الحالة التي تمر بها البنت مع اقترابها من سن الخطر أي سن الثلاثين التي تمثل جرس إنذار لكل من تقترب منها, وعليها أن تنتبه قبل فوات الآوان صبا مبارك جسدت شخصية البنت التي تقترب من هذه السن, وفي عيد ميلادها الثلاثين قالت جملة عيد الميلاد مش تورتة وشمعة ده جرس انذار بيقولك خلي بالك الوقت بيجري أي فتاة تقترب من هذه السن تشعر بمعني هذه الجملة ولم تكن تنتظر أن تسمعها.
أن تقرر فتح هذا الموضوع مع فتيات تجاوزن السن بالفعل تجد صعوبة بالغة باعتباره منطقة شائكة, رغم أنه أصبح يشغل بال الفتيات جميعا قبل الثلاثين للخوف من الوصول للسن وبعد الثلاثين للخوف مما هو قادم.
وهو ما دفعني لرصد مشاهد حية عايشتها بنفسي مع فتيات من زملائي في العمل وأصدقاء مقربين لي وآراء اصدقائي فيها , ففي ذات مرة أثناء ذهابي للجيم قابلت فتاة تجاوزت سن الثلاثين بالفعل لم أشعر في حديثا أبدا من أي ضيق ,ولم تجد أي حرج من الحديث بأنها بلغت الـ37 عاما ولكنها أكدت لي أنها تسعي دائما للخروج من إطار فكرة الزواج وملء وقت فراغها بالعمل وممارسة الرياضة ,وذلك في الوقت التي تعاني زميلتها في العمل من اكتئاب حاد دائما وهو ما يجعلها تختلق مشكلات مع زملائها ,ورغم أنها نصحتها بالخروج من هذه الدائرة إلا أنها لا تسمع وتعتقد أن العمر عدي وفات وهو ما يظهر الفارق في التعامل مع الموضوع من بنت لأخري.
صحيح أنا حياتي مليانة بحاجات كتير لكن ياتري ده هيعوضني عن الجواز اللي هو حلم أي بنت بهذه العبارة بدأت فاطمة حامد حديثها, وقالت إنها بعد أن تجاوزت الثلاثين بعد استيقاظها كل يوم تنظر إلي المرآة وتشعر أن هناك تجاعيد بوجهها ,هذا ما قالته عن شعورها عند تجاوز سن الثلاثين ,فقررت أن تذهب إلي دكتورة وطمأنتها بأن ما تشعر به طبيعي وصحي جدا ومجرد حالة نفسية ونصحتها بضرورة التعامل مع المرحلة بشكل طبيعي.
أكثر ما يضايقني ويخيفني من السن هو الكلام الذي أسمعه من زملائي بالعمل علي فتيات تجاوزن السن حيث يعتبرونها كالخيل الذي يجب ضربه بالنار ,هذا ما قالته لي سلمي محمد وبلغت من العمر 26 عاما وتجد أن كلام الناس هو أكثر ما يتعب نفسية البنت أكثر من تخوفها علي مستقبلها, وهو ما يحتاج إلي تغيير نظرتنا المجتمعية للبنات ,وأن الفتاة التي لم تجد شخصا مناسبا ليس نهاية العالم بالنسبة لها, وعليها أن تبني حياتها وتستكمل حياتها بشكل طبيعي حتي تجد الشخص المناسب لها.
وتضيف أن أكثر ما يخيفها أنها تعمل بشركة أغلب العاملين بها بنات وتري مدي تخوفهن من الوصول لسن الخطر كما يطلق عليه البعض , لكنها تري أنه ليس نهاية العالم خاصة إذا كانت الفتاة تعمل ولديها كيان.
قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة مثل شعبي تقتنع به السيدة سهير حمدي رغم أن لديها ثلاث بنات ,وتري بأن الأفضل لها أن يظل بناتها بدون زواج أفضل من زواج غير موفق لا حيقدم ولا يؤخر معها ,وأن الزواج يجب أن يذهب بالفتاة إلي وضع أفضل ولا يأخذها للخلف.
وهذا يذهبنا إلي مطالب الأسر والشروط التي يضعونها لتعجيز الشباب علي الاقدام علي خطوة الزواج ,وهو ما تعترض عليه ياسمين علي موظفة بأحد البنوك بأن شروط الأسر التعجيزية هي التي تعطل أغلب الزواجات ,لذلك علي الأسر أن تتفهم ظروف الشباب ولا تقف عقبة أمام شخصين متوافقين.
وتقول علياء سالم : بعد التخرج كان شغلي الشاغل هو إيجاد وظيفة ثابتة تضمن لي المستقبل وبعد أن استقررت بالعمل ووصلت لسن الـ27 ,وجدت الجميع يسألني إيه مفيش جديد ,وهو ما جعلني أتخوف من مرور الوقت وأتمني أن عمري يتوقف عند هذا السن حتي أجد شخصا مناسبا لي.
أثناء حديثي مع سلمي تدخلت علياء صديقتها في الحديث لتؤكد أن سن الثلاثين هو سن النضج الحقيقي للفتاة, وأن أكثر ما يرعبها هو التخوف من عدم قدرتها عليالحمل بعد سن الثلاثين كما يردد البعض عن خطورة الحمل في سن الثلاثين وأن المشكلة الحقيقة هي نظرة المجتمع للفتاة التي تجاوزت سن الثلاثين ويعتبرونها خارج نطاق الخدمة, وهو ما يقلل بالفعل فرص المتقدمين للزواج خاصة أن البنات علي قفا من يشيل كما قالتها هند صبري بمسلسل عايزة اتجوز.
حكايات كثيرة يعيشها بنات العشرين وبنات الثلاثين أيضا وهو ما يستلزم التعرف علي كيفية التعامل مع هذه المرحلة وهل عادات المجتمع هي السبب الرئيسي في الصراع التي تعيشه البنت مع الاقتراب من سن الثلاثين سؤال تجيب عنه الدكتورة فؤادة هداية أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس وتقول إن التخوف الذي يصيب البنات من سن العشرين يأتي من تعرضها لضغوط اجتماعية وتسعي البنات إلي تحقيق ذاتها بأن يكون لها عمل ودخل ثابت, وهو ما يفتح أمامها الاختيارات لاختيار الشخص المثالي بالنسبة لها ليكون شريك حياتها, وهو ما يضعها في صراع بين الحياة العملية وضغوط المجتمع وما تشعر به بأنها إذا تجاوزت سن الثلاثين بدون زواج سيكون بها شيء ناقص قائلة سن الثلاثين مش بعبع.
وتنصح الفتيات اللاتي تجاوزن سن الثلاثين بأن يثقن في أنفسهن ولا يعتبرونها نهاية العالم, وأن تتسع نظرتهن للحياة والمستقبل قائلة أنا مقتنعة تماما بالمثل القائل قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة.
وتؤكد أن الزواج بناء علي التوافق بين الطرفين مهم جدا لما له من تأثير إيجابي علي العلاقة بينهما, وأن يكون علي أسس سليمة لما لذلك من تأثير علي الأطفال ايضا.
وحول تخوفات البنات من صعوبة الحمل بعد سن الثلاثين تقول د. نجلاء العشري رئيس قسم النساء بجامعة عين شمس إن فترة الخصوبة للبنت بالفعل من سن ال25 إلي سن ال30 وتقل الخصوبة بعد سن الثلاثين بالفعل ,وتتعرض لمشكلات بالحمل والولادة ,كما أنها تكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الوراثية مثل السكر والضغط والسمنة وأكثر ما يقلقها تعرضها للاضطرابات بالدورة الشهرية.
وتنصح د. نجلاء بأن تعرض الفتاة نفسها علي طبيبة بعد الزواج مباشرة ,ذلك بالإضافة إلي فحص ما قبل الزواج للطرفين كما يجب أن تتابع الفتاة مع طبيبة بشكل مستمر من سن العشرين لتجنب أي أمراض تصيبها.
ومن الناحية النفسية يقول د. سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس ومقرر شعبة الرعاية الاجتماعية بالمجالس القومية المتخصصة قلق الفتيات من سن الثلاثين يأتي من تأخر الكثير منهن في الزواج نتيجة العديد من عوامل عديدة ومتشابكة منها مطالب الزواج المبالغ فيها من بعض الأسر, ومع الأزمة الاقتصادية بدأت الفتيات أيضا تبحثن عن عمل وهو ما يجعل كثيرا منهن ينشغلن عن الزواج بالعمل.
ويري أننا ما زلنا نحتفظ بالعادات والتقاليد القديمة التي تفرض علي العريس توفير المهر ومؤخر الصداق والشبكة بخلاف الأثاث وتكلفة الاحتفال بالزواج ,وهي ما تمثل عبئا ضاغطا علي كل من يتقدم للزواج والأهالي لا يبحثون عن التفاهم الحقيقي بين الطرفين, وهو ما يصيب أي شاب بالخوف والتردد من الإقدام علي فكرة الزواج.
ويقترح بإنشاء دور للرعاية لتؤهل الشباب كيفية تكوين مستقبلهم والحصول علي مسكن مع تقديم برامج إرشادية للتعامل مع تجربة الزواج, وتقديم تسهيلات إجرائية لهم ليبدأوا حياة زوجية بعيدا عن ضغوط الحياة, موضحا أن تأخر الزواج هو السبب في الظواهر الاجتماعية السلبية مثل حوادث التحرش المتكررة لذلك لابد من الاهتمام بحل المشكلات الاجتماعية للقضاء علي الظواهر السلبية.[b]