أمومة ضائعة وزواج غير مستقر .. ماذا أفعل؟
أنا متزوجة منذ أكثر من 12 عاما وليس لدينا أولاد لأن زوجى لا ينجب ولكن الأمل موجود دائماً فى رحمة الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا ، وكنت متوقعة ان يكون المقابل من اهل زوجى ولاسيما والدته ان يقدروا صبرى عليه والرضا بما قسمه الله لنا ولكن فوجئت بمعاملة متدنية ومحاولة شبه مستمرة للتفريق بيننا وبوسائل شتى كان أبرزها اصرار والدته على مكوثه لديها بالاسابيع ، وتركى عند اهلى وكذلك فى خلال العطلات الاسبوعية والتى اكون فى امس الحاجة لقضائها مع زوجى بعد عناء العمل طوال ايام الاسبوع واذا لم يذهب هو اليهم ياتوا هم للاقامة وليس للزيارة .
إلى أن يذهب زوجى معهم مما أفقدنى الإحساس بالاستقرار وعدم الأمان وإذا ما تذمرت من هذه الأمور أصبحت انا المخطئة لانى يجب اتحمل هذا حتى ولو على حساب اعصابى وحقوقى كزوجة ، الى ان اصبحنا بالفعل على وشك الانفصال ولكن رحمة الله عزوجل جمعتنا مرة اخرى لان بيننا مودة ما زالت مستمرة واتمنى من الله سبحانه وتعالى ان لا تنتهى ابدا 0 وكل ذلك لعدم اقتناع والدته بالتقارير الطبية ومحاولة الصاق العيب بى بالإضافة الى غيرتها الشديدة اذا ما اظهر زوجى تعلقه بى أو حبه لى وتقوم بتصرفات تسبب لى الكثير من الالم النفسى مستغلة بذلك بر الوالدين وان زوجى يخاف من اغضابها حتى ولو كانت على خطأ وحاولت كثيرا الاخذ بالنصائح التى تقال فى كسب قلب ام الزوج
وفعلت معها اكثر مما فعلته مع والدتى رحمها الله وأساعد زوجى بالبر بها وحثه على ذلك ولكن للأسف كأنه هباءا منثورا ، وانا لا املك غير قول حسبنا الله ونعم الوكيل ويكفينى هذا ولكن بداخلى سؤال لا يفارقنى ليلا ونهارا ويغير حالتى النفسية الى الضياع كانى فى منطقة عدم ليس لها بداية ولا نهاية هل سيأتى يوما اندم فيه على ضياع سنوات عمرى مع زوج من الممكن ان يتأثر بهذه الضغوط ويظلمنى هو ايضا رغم ما فقدته من نعمة الامومة .
زوجى يقول لى إنها اوهام ليس لا أساس لها من الصحة رغم ما ما حدث وما زال يحدث 0 لذلك انا خائفة لا يوجد شئ فى هذه الدنيا مضمون ورغما عنى سأحزن على امومتى الضائعة فى زمن الناس فيه لا يعرفون معنى الوفاء ولا احترام القيم الاخلاقية لا يعرفون الا الظلم فقط الظلم 0 فهل من الممكن ان تعطونى ردا يشفى صدرى ويجعلنى اتوصل لقرار صحيح فى حياتى لا اندم عليه مهما حدث0 وفقكم الله.
س- ح - ع / السعودية
بالتأكيد سيأتي ذلك اليوم الذي تندمين فيه ، لاسيما وأن زوجك لم يعرف كيف يعوضك عما فقدت ، فحتي أبسط معاني الزواج وقيمه المتمثلة في المودة والرحمة والأمان حتي أبسط المعاني تلك ، حرمت منها بسبب ما تعانيه معه ومع أهله ، نعم من الواجب ان تكرمي أهله ، وأن تحسني إليهم وأن تجمعك بهم مودة ، لأجل زوجك وإرضاء لله ، لكن هذا لا يعني ان تتخلي عن حقك في زوجك وخصوصيتك الضائعة بين وجود أهل زوجك لديك أو وجوده المستمر لديهم .
الحق أنني أري التقصير منك فأنت من رضي وتنازل من البداية ، طريق التنازلات يدبا بخطوة واحدة بعدها تتوالي الخطوات ، ويصبح الأمر الواقع أن هذا هو حقهم وحق زوجك ، لكن من دون أن يكون لك حقوق ، أنت الآن في مفترق طريقين إما الاستمرار علي هذا الوضع الإنساني الذي ينتقص من حريتك وكرامتك ، وينتزع أبسط حقوق الزواج بالنسبة لك ، وهو الإحساس بالاستقرار ويحرمك من وجود زوجك معك ووجودك مع زوجك أينما كان
أو الانفصال عنه لتحقيق حلم الأمومة إن كانت تلك رغبتك الأكيدة
أما إن كنت تحبين زوجك ولا تستطيعين التخلي عنه فعليك أن تعيدي تنظيم حياتك من جديد ، وترتيب وضعك بين أسرة زوجك والاحتفاظ بخطوط حمراء لا تتجاوز حريتك وكرامتك ، وعليك أن تبلغي زوجك بذلك وليعلم ان الزواج سكن وسكينة ، وأن بره بأهله وعطفه وحدبه عليهم لا حدود ، يجب ألا تتجاوز حقك عليك كزوجة في حاجة إلي و جود زوجها لتشعر بالأمن والاستقرار
وقد قال د. مصطفي محمود رحمه الله في كتابه الجميل عصر القرود
" من دلائل عظمة القرآن و إعجازه .. أنه حينما ذكر الزواج ، لم يذكر الحب ، و إنما ذكر " المودة و الرحمة و السكن "
سكن النفوس بعضها إلى بعض ،
و راحة النفوس بعضها إلى بعض . .
(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )) الروم – 21
إنها الرحمة و المودة .. مفتاح البيوت
فأين زوجك من هذه المعاني القرآنية الجليلة التي لو طبقها ما احترت كل هذه الحيرة ولكان قرارك بابقاء جوار زوجك واضحاً لا يحتمل أي لبس ، أرجو الا تطيلي حيرتك وان تختاري الطريق الذي تهدأ فيه نفسك وتستقر به حياتك ، الرطيق الذي لا يمكنك باتباعه الندم علي أي حال ، أسال الله أن يصلح بالك ويرزقك بالذرية الصالحة فهو ولي ذلك والقادر عليه .
عواطف عبد الحميد
نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي
تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : السبت , 4 - 5 - 2013 الساعة : 12:51 صباحاً
توقيت مكة المكرمة : السبت , 4 - 5 - 2013 الساعة : 3:51 مساءً
[b]