أمي تكرهني وتغار مني
أنا أعاني من الشعور بأن أمي تكرهني أو تغار مني حيث كانت دائما تخجلني أمام كل من يدخل المنزل من أقارب أو أصدقاء وبعد دخولي كلية الهندسة كانت تسود أيامي تذهب إلى النزهات والتجمعات في أيام الامتحان وأنا اهتم لأمر المنزل واحضر الطعام لأبي وإخوتي علما إني الكبرى. وتقصر علي بالمصروف استقل المواصلات من أماكن بعيدة ولا أشترك بسيارة نقل محددة وصلت مرحلة كتابة رسالة لها كي تشتري لي حذاء وبعدها عوقبت بشتى أنواع الاهانات أمام الإخوة الصغار.
ودائماً تحرض أبي علية ليهينني ولا يهتم لمشاعري. تخرجت متفوقة لم تسمح لأي احد بخطبتي دائما تقول صغيرة ولسة تدرس. بقيت سنة ثم التحقت بالماجستير دائما تعيرني بعدم خطبة احد لي بعدها زوجت أختي على الرغم أنها مازالت طالبة جامعية.
والآن عندما أتصرف أبسط تصرف اعتبر أغار من أخواتي وقالت لي إني يجب أن أزور طبيب نفسي. هي دائماً تكرر في المنزل أمام ابي وأخي وتقول إن الناس يقولون عني كبيرة ولم أتزوج لحد الآن وأنا خلاص راحت علية ثم تقول أنها لم يتقدم لها أحد لكي لا يلومها أبي على تأخيري فأنا أكبت المشاعر بداخلي ولا أستطيع الرد. أتعلمين كم عمري الآن 25 سنة فقط. وأنا حاصلة على لقب عانس منذ كان عمري 22 سنة.شكرا .
نوال - مصر
لا أعلم ما الذي يدفع أماً لكراهية ابنتها والتحقير من شأنها ، إلا أن تسيء معاملتها أو تتطاول عليها ، أو تتجاوز الحد معها ، وإن لم تكوني تفعلين ذلك ، فربما تكون لدي والدتك مشكلة نفسية تعاني منها
وفي هذه الحالة أو تلك كل ما عليك أن تفعلينه تجاهها هو طاعتها والبر بها والأدب معها ، وعدم التطاول عليها مهما كان منها
ولا تهتمي لانتقاداتها فقد يكون ذلك بدافع الحب الكبير لك لكن تلك طريقتها في التعبير عن حبها ، قد تكون من نوعية الأمهات الذين لا يجيدون الكلام المنمق والجميل ، ويرون في الشدة مع الابنة صلاح لها ، ويرون في تدليلها مفسدة عظيمة
أما بالنسبة للعنوسة والزواج وغير ذلك فأنت كما شرحت وحللت لست بعانس ولم تعد توجد تلك الفتاة العانس ، لكن توجد فتاة ترفض الزواج وتري في طموحها وأحلامها ما هو أهم وأكبر من الزواج وانظري حولك لترين من تلك النماذج الكثيرات ، اللواتي فضلن العمل وتحقيق الذات بديل مهم لا يقل عن الزواج ، أو منهن من أجلت الفكرة لسنوات حتى تستقر بها سفينة الحياة العملية
لا تضعي في اعتبارك ما تقوله أم لك حول هذا الأمر وامضي في طريقك ولا تتوقفي لأي سبب فطالما أنت طائعة لها مرتاحة البال والضمير فلا تلتفي كثيراً لما تقوله عنك فقد يكون في كلامها نوع من التحفيز علي الزواج ، فزواج الابنة هو منتهي سعادة كل أم
لا تنظري المن من احد ولا تنتظري الشكر من أحد ولا تنتظري أن يمنحك أحدهم السعادة والنجاح بل اصنعي أنت بنفسك نجاحك واصنعي لنفسك العالم الخاص بك وامضي في الحياة بعلمك وعملك واجتهادك ، وحققي طموحك ، وستجدين أن أكثر الناس فرحاً وفخراً بك هي أمك ووقتها ستعرفين كم كانت تحبك حقاً .
الأهم من ذلك كله أن تصبري كلما ضاقت بك السبل وتقطعت وصعب الأمر عليك اجعلي الصبر دوائك والدعاء والابتهال إلي الله ملاذك ورددي دائماً ((رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهاً مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي))
عواطف عبد الحميد
نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي