روشته روحيه للخشوع فى الصلاه

*..... ملخص الحلقة السادسة .....*


لابد أن ندخل الصلاة بمشاعر .. مسألة أن ندخل الصلاة بلا مشاعر ولا عبادات قلبية ولا نحس في الصلاة بأي شيء هذا يجب أن ينتهي ويكون من الماضي فقط ، ألفاظ وحركات ثم نقوم من الصلاة هذا لا يكفي .. يجب أن نخشع باستشعار المحبة والهيبة والرجاء ..

يقول ابن القيم : " فإن اللذة تتبع الشعور والمحبة وكلما كان المحب أعرف بالمحبوب وأشد محبة له كان إلتذاذه بقربه ورؤيته ووصوله إليه أعظم "

ألا تحب الله لإحسانه إليك ..؟! كم من نعمة من حولك ..؟؟ التفت وانظر ..

قال الله تعالى : [ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ] بل لو تركت النعم التي حولك وجلست تفكر بنعم أخرى هذه النعم التي تفكرت فيها اتركها جانباً الآن ..

سبحان الله ..!! مجرد تفكيرك فيها عبادة والعبادة نعمة من الله [ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ].

ألا ترى نعمتين من نعم الله علينا .. نعمة الإيمان والأمن .. أما نعمة الإيمـان افرح إنك عرفت إلهك الحقيقي .. وأنت بعد قليل ستصلي وتسجد له .. غيرك كثير والله ما عرفوا من هو إلههم ..

بعضهم يبحث عن إلهه وسط البقر ..!! وآخرون يبحثون عنه وسط الفئران ..!! وبعضهم ينظر إلى الشمس والقمر ..

إلا أنت .. قال ربك : [ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ].

أما نعمة الأمـن .. فـ الأمن أمنـان .. أمن داخلي وأمن خارجي.. أما الأمن الداخلي : فـ جهاز المناعة لديك .. هو عبارة عن مجموعة عسكرية متطورة تملك أسطولاً من كرات الدم البيضــاء التي لا تتردد بمهاجمة جسم ضار يغزو بدنك .. [ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ] وهذه من النعم الباطنة التي قد لا تشعر بهـا ..

أنت استيقظت اليوم صباحاً هل تعلم أن أحداً يريد قتلك ..؟؟ أو يسرق بيتك الليلة ..؟؟ أو تخشى على أولادك .. بل تعيش حياة طبيعية .. انظر حولك ترى أناس حرموا هذه النعمة التي تعيش أنت فيها منذ سنوات .. ؟!

انك لا تستشعر قيمة النعمة إلا إذا فقدتها ..
اليوم موعدنا مع شعور جديد .. إنه شعور الحيـاء ..
ولكن .. لماذا تستحي من الله ..؟؟

لأنه صبور عليك .. على كثرة معاصيك له صبورعليك .. يقول ابن القيم : " والرب تعالى هو الصبــــور بل لا أحد أصبر على أذى سمعه منه .. كان وهيب ابن الورد يقول : خاف الله على قدر قدرته عليك واستحي منه على قدر قربه منك "..

يقول ابن القيم : تمكين الله لعبده من المعصية و ستره عليه حتى يقضي وطره منها وحراسته له وهو يقضي وطره من معصيته والعبد يستعين على المعصية بنعم الله ثم بعد أن ينتهي يتركك .. فلا يعلم بك أحد حتى تموت ، هذا من أقوى الدواعي لمحبته .. فلو أن مخلوقاً فعل معك واحدة من هذه الأشياء لأحببته .. فما بالك بمن يفعل معك كل هذا ..؟؟

وقف الفضيل بن عياض بعرفة والناس يدعون يبكي بكاء الثكلى قد حال البكاء بينه وبين الدعاء فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السمـــاء فقال : واسوأتـــاه منك وإن عفوت .. وا حياءاه منك وإن غفرت ..

استحي من الله .. فإنه يستحي منك ..


بداخل الحلقة :
أسطولاً يحــارب بكتيريا ضعيفة ..!!
حرامـي لكل مشتري في السوق ..!!

3 - استحي من الله .. وتذكر نعمه التي لا تعد ولا تحصى ..
اضغط هنا لتكبير الصوره

4