منذ سبعة أشهر تقريبا, قرأت ما نشر بالصحف عن دراسة تجريبية ميدانية أجراها باحث مصري يعمل بأحد مراكز البحوث العلمية بدولة الكويت, تؤكد نتيجة مذهلة كفيلة بسداد ديون مصر المحلية والخارجية التي تفوق تريليون جنيه,وعجز الموازنة البالغ139 مليار جنيه في زمن قياسي.
الباحث اسمه أحمد عبدالجواد, وكنز قارون الذي بشر به يكمن في ذرات تراب طمي قاع بحيرة ناصر الكامن تحديدا في عمق ماء النيل بجوار جسم السد العالي, ويمكنه بسهولة منح مصر أربعة أطنان ذهب, ومثلها بلاتين يوميا, بعد إقامة معمل أو مصنع يتكلف فقط50 مليون دولار, ولاشك أن الأرقام تدخل في نطاق صدق أو لا تصدق, بالمقارنة علي سبيل المثال بإنتاج منجم السكري المصنف بأنه أحد أكبر عشرة مناجم للذهب في العالم, الذي قد لا يتجاوز إنتاجه150 كيلوجراما شهريا!
وبرغم أن الميديا المصرية والأوساط العلمية قد كفت علي هذا الخبر ألف ماجور كما يقال في الأمثال, فإن تحقيقاتي الصحفية المكثفة حول السد العالي وبحيرة ناصر, التي نلت عنها جائزة التفوق الأولي في التحقيقات الصحفية من نقابة الصحفيين, تحفزني أن أهيب بالمسئولين والعلماء فتح ملف طمي النيل القابع في قاع البحيرة, فقد أكد لي العديد من الخبراء والعلماء ومهندسي الري, أن السيول الهائلة التي تسقط علي جبال الحبشة, تجرف في طريقها طبقة كاملة من صخورها المفتتة كل150 عاما, وأن كلا من هذه الطبقات تحمل عناصر ومعادن تختلف تركيزاتها مع كل منها, وقالوا لي فيما قالوا: إن الطبقة الجيولوجية التي تنحرها السيول حاليا ومنذ عدة سنوات, وتلقي بها هدية من السماء في قاع بحيرة ناصر, تحمل تركيزات ملموسة لمعادن الذهب, والفضة, والبلاتين, بل وقد تبين من تحليلها بهيئة الطاقة الذرية احتواؤها علي مواد ذرية نادرة كالثوريوم, واليورانيوم, والتيتانيوم, منحة من الخالق لكل مفاعلات مصر النووية المرتقبة, وإذا كنا في غني عن الذهب واليورانيوم, فإنني مازالت ترن في أذني كلمات لشيخ مهندسي الري عبدالخالق الشناوي منذ عام1975 طمي النيل لحم أكتاف مصر, وقد حجبه عنا السد العالي حتي فقدت حقول مصر أكثير حياتها.
ولطالما أكد لي( رحمه الله) أن طمي مصر يحمل في طياته عشرات من المعادن والعناصر المخصبة التي هي معلومة بالضرورة لدي العلماء, ومع ذلك ثمة عناصر أخري غير معلومةUnknown يقف العلم حائرا أمامها, استمد منها الإنسان المصري قوته البدنية, واستمدت الحقول خصوبتها الفائقة التي تسمح بزراعتها عبر كل المواسم و الفصول!!
كلمة أخيرة: إذا كان من المستحيل عودة الطمي إلي وادي مصر إلا بعودة الفيضان, وذلك أكثر استحالة مع بقاء السد العالي والتخزين القرني للمياه في البحيرة كتنك مائي عالمي تسحب منه مصر في سنوات الجفاف, وإذا كنا في غني عن الذهب واليورانيوم, فلماذا لا نشجع المستثمرين لإقامة مشروعات علي ضفاف البحيرة لاستخراج الطمي الساحر وتجفيفه وتعبئته في شكاير كسماد طبيعي( أورجانيك) يوزع علي الفلاحين بدلا من السماد الكيماوي الذي سمم الأبدان, ونشر الأورام!!