ﻳﺤﻜﻰ ﺍﻥ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻦ ﺍﻷﻏﺮ ( ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺪﻫﺎﺋﻪ ﻭﺫﻛﺎﺋﻪ . . )
ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﺍ" ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ
ﻣﺮﻭﺍﻥ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺒﻐﺾ ﻛﻠﺜﻮﻡ
ﻓﺪﺑﺮ ﻟﻪ ﻣﻜﻴﺪﻩ ﺟﻌﻠﺖ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ
ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻦ ﺍﻷﻏﺮ
ﺑﺎﻻﻋﺪﺍﻡ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺇﻟﻰ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﻋﻔﻮﻩ
ﻓﺎﺳﺘﺤﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻷﻥ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﺎﺋﻪ
ﻋﺎﻡ . .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
ﺳﺄﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺘﻴﻦ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻳﻌﺪﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﻪ ﻻﻳﻌﺪﻡ
ﻭﻧﺠﻌﻞ ﺍﺑﻨﻚِ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻭﺭﻗﻪ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻈﻠﻮﻡ ﻧﺠﺎﻩ ﺁﻟﻠـَﮧ . .
ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻳﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥّ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﻧّﻪ ﺳﻴﻜﺘﺐ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺘﻴﻦ ﻳﻌﺪﻡ . .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ ،
ﻭﺩﻋﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻲ ..
ﻭﻓﻌﻼ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ﻛﻠﻤﺔ (ﻳﻌﺪﻡ)
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺘﻴﻦ /
ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻸ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩ ﻟﻴﺮﻭﺍ
ﻣﺎ ﺳﻴﻔﻌﻞ
ﻛﻠﺜﻮﻡ ..
ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺑﺨﺒﺚ
ﺍﺧﺘﺮ ﻭﺍﺣﺪﻩ -
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻛﻠﺜﻮﻡ !
ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻭﺭﻗﻪ ﻭﻗﺎﻝ :ﺍﺧﺘﺮﺕ ﻫﺬﻩ.
ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺒﻠﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ
ﻓﺎﻧﺪﻫﺶ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﺻﻨﻌﺖ
ﻳﺎﻛﻠﺜﻮﻡ :
ﻟﻘﺪ ﺃﻛﻠﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺑﻬﺎ !
ﻓﻘﺎﻝ ﻛﻠﺜﻮﻡ :
ﻳﺎﻣﻮﻻﻱ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﻭﺭﻗﻪ ﻭﺃﻛﻠﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎﺑﻬﺎ ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎﺑﻬﺎ ، ﺍﻧﻈﺮ
ﻟﻠﻮﺭﻗﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻬﻲ ﻋﻜﺴﻬﺎ . .
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻟﻠﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ
( ﻳﻌﺪﻡ )
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺪﻡ
ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺻﻨﻊ ﺃﺷﻴﺎﺀ
ﻋﻈﻴﻤﺔ .. ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺻﻨﻊ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻋﻠﻴﻚ " ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .. "