أهلي يكرهونني .. أريد الموت ؟
أنا أتمنى أني اموت وأرتاح من حياتي التي لا معنى لها ولا طعم ... أنا فتاة في ال25 من عمري تخرجت حديثاً من كلية الطب ... أكره نفسي منذ زمن وأحاول أصبر نفسي بأن كل ما يحصل " شدة وح تزول" لكن شدة ورا شدة عذاب ورا عذاب وأنا علي الحال من سنين.. أتمنى اني استطيع أن أنتحر لأرحم نفسي ومن حولي ولكن يمنعني خوفي من عقاب الاخرة ... ما يجعلني اكره نفسي انه ليس هناك شخص يحبني او يفهمني - حتى أهلي امي ابي و اخوتي- انا اعلم انهم لا يحبونني ولن يفتقدوني في يوم من الايام الا انهم مضطرون للتعايش معي كفرد عايش معاهم في نفس المنزل - و أقوم بأعمال ومهمات لا تقوم بها ربة المنزل نفسها - اللي هي يفترض انها تكون امي والتي لا تطيق لي كلمة - ولاكون صادقةانا كذلك -
أما أكثر شيء يجعلني أكره كل شي بشده هو انني مهما دعوت الله لا تجاب لي دعوة - ليس استعجال مني في الاجابة ولكني تعبت من الانتظار- كل شيء أتمناه اتوجه لله بالدعاء ولكن لا يحدث لي ما اتمناه احيانا يخدث العكس و احيانا يحدث لشخص آخر أعرفه وأضطر أتعامل مع الموضوع بحرقة داخلي و لا أظهر لاحد- أنا لا أعترض علي حكم الله لكن غصب عني أتمنى أشياء بسيطة كل فتاة تتمناها أن اجد الشخص الذي يحبني ويرعاني ويعوضني عن سنين العذاب لكني الآن سئمت وأتمنى فقط أن أموووت- أنا لست شيخة ع قولتهم - لكني أصلي وأصوم - وأتطوع وأتصدق و افعل كل خير في مقدوري - لست كاملة لكني احاول - اتمنى اني اعرف وين المشكلة - قلبي يؤلمني بشدة .
لالا - مصر
وهل أنت تحبينهم ؟ كم مرة سألت نفسك هذا السؤال ؟ هل انت تحبين أهلك أراك تتكلمين عن أمك بنرة جد ساخرة ومتهكمة ، بل إنني أراكي لا تحبين حتي نفسك
لأن مثلك في نعمة كبري يحق للجميع أن يغبطها عليها أنت طبيبة ما يعني أنك ملاك الرحمة والملاذ لكل مريض محتاج يد حانية تمسح همه وتساعده علي الشفاء .
لماذا كل هذا الشقاء الذي تعيشين فيه ولماذا كل هذا اليأي حتي من رحمة الله ، لقد يأست حتي من إجابته لدعائك ، فلو كان كل الخلق حولك يمتلئون عيوباً ويمتلئون كرهاً لك ، فهنا يجب أن تكون لي وقفة مع النفس أسأل فيها نفسي وأعيد كافة حساباتي ، وأعرف أين أضع اقدامي ، واسأل لماذا تدمرت علاقاتي بمن حولي بهذه الصورة هل اخطأت هل ضللت الطريق إلي قلوب أبي وأمي ، وماذا عن إخوتي أصدقائي ، ماذا عن علاقتي بربي حتي إنه لم يعد يستجيب لي ؟
كل هذه الأسئلة يجب أن تسأليها لنفسك أولا قبل الهروب إلي فكرة الانتحار وتمني الموت
ماذا لو تصرفت مرة واحدة في حياتك بشكل إيجابي حتي تجاه نفسك يا ابنتي لا تطلبي الحب وانت غير قادرة عليه ولا تطلبي الاهتمام وانتي بعيدة عن كل هؤلاء ، لم أعرفك لكنني أستطيع أن أتوقع انك عصبية انطوائية تميلين إلي العزلة لتغذي بها أفكاراً في رأسك خاطئة ، تعيشين دور الضحية المظلومة وتميلين للرثاء لنفسك واعتبارها شهيدة ، رغم أنك لست كذلك انت طبيبة وأول من تحتاجين لمدواته هو نفسك المريضة والمثقلة بهموم لا حصر لها .
نفضي عن نفسك هذه الهموم واعيشي حياتك بشكل جديد واخلعي القناع الذي ترتدينه ، وواجهي واقعك واعترفي بأخطائك ، تصالحي مع نفسك أولا واصلحي ما بينك وبين ربك تنصلح كل امورك من تلقاء نفسها ، داوي نفسك من أمراض القلوب ، وتعلمي الصبر والرضا والعطاء والحب .
أنت في حاجة إلي تعزيز كل هذه المعاني التي أعتقد أنك تفتقينها تماماً ، لا أستطيع أن أنصح من حولك لكنني أؤكد لك أنك حال تغيرت ستتغير كل الدنيا من حولك إذا الإنسان يوماً أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر ، وهو نفس المعني الإلهي العظيم إن الله لا يغير ما بقوم .
توقفي ، ولا تبحثي عن الكمال فالله وحده هو الكامل المنزه عن كل نقص ،
يقول الشيخ محمد الغزالي إن الإسلام يعمل علي تحويل الصبر إلي رضا وبن تتذوق النفس طعم الرضا بمجرد إصدار الأمر فالأمر يحتاج إلي تلطف مع النفس واستدراج لمشاعرها وإلا فلا قيمة لأن تقول " أنا راض"ونفسك طافحة بالضيق .
هكذا أنت فلا أنت صابرة علي ما قدر الله لك ولا راضية وقانعة بما وهبك الله من نعم
فأنت لا تقدرين ما وهبك الله من نعم ولا تتطلعين إلا لما هو مفقود في حياتك ، ولو أنك فقط أديت حق هذه النعم من الشكر والعرفان لله ، لزادك الله وفتح عليك أبواباً من العطايا أدهشتك ، اصلحي ما بينك وما بين الله ، تنصلح حياتك كلها .
عواطف عبد الحميد
نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي
تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الثلاثاء , 5 - 3 - 2013 الساعة : 9:0 صباحاً
توقيت مكة المكرمة : الثلاثاء , 5 - 3 - 2013 الساعة : 12:0 صباحاً
[b]