محمد عواد - يبدو الموضوع غريباً؟ .. ليس عليكم فقط بل علي أنا أيضاً ، لكنني أكتب تأملات حول هذا الكائن الصغير جداً بناء على طلب أحد الأصدقاء والمتابعين لهذا الموقع ، كما أنها فرصة لنا جميعاً كي نتعلم ونكسب معلومات ووجهات نظر جديدة في هذا الكائن.
- النمل هو الدليل القاطع على أن في كل إنسان منا ذرة تواضع ، فجميعنا المغرور والمتواضع والمتكبر معجب بهذا الكائن وتعاونه وطرق حياته ... كما أنه الدليل القاطع على أن الإنسان يحب المبالغة ويحب القصص الكاذبة التي يصدقها ، فكم من قصة خرافية انتشرت وصدقها الناس حتى تم إخضاعها للاختبار تبين كذبها.
- من أجمل المعلومات عن النمل أنه ذلك الكائن الذي يسكن في كل بقاع الأرض باستثناء القطب المتجمد الجنوبي ، وهذا يفسر كم المعلومات الهائلة المتوفرة عن هذا الكائن فكل العالم بجبروته يرى النمل ويدرسه!.
- مما لا شك فيه لدى العلماء أن سر نجاح استمرار النمل بهذه الأعداد الكثيرة رغم صغر حجمه وضعفه مقارنة بالأخرين هو التنظيم الاجتماعي المتقدم ، وتصليح عاداتها واستخدام مواردها والدفاع عن أنفسها بشكل جماعي....كل هذه الصفات نحتاجها كشعوب عربية للأسف!
- أكثر ما يثير الإعجاب بالنمل من قبل الناس هو الاجتهاد وقدرتها على حل المشاكل ، المشكلة ليست بأن تثير الإعجاب لكن أن تثير الرغبة بتقليدها فما العيب في تقليد النمل؟
- النمل ليس مجرد معلم لنا ، فكثير من الحضارات والثقافات تستعمله في الدواء والمطبخ !!...سؤال بصراحة ؛ هل فكرت يوماً كيف يستفيد الناس من هذا الكائن؟
- حتى في تعاملنا مع النمل نتعامل معه حسب سياسة المصلحة ، فحالما يقترب من بيتنا أو يغزو أحد محاصيلنا يصبح كائناً عدوانياً سيئاً يجب قتله بأسرع وقت ممكن .... هنا نحن كلنا أذكياء كبشر بالتعامل حسب سياسة المصلحة ، لكننا كعرب لم ندرك بعد أن العالم كله يعاملنا كنمل وحسب سياسة المصلحة!.
- النمل تستطيع حمل 20 ضعف وزنها ، ولديها 250 الف خلية في الدماغ وبالتالي لدى الإنسان دماغ يساوي 40 ألف ضعف عدد خلايا دماغ النملة ولكن ليس لدى كثيرين منا إرادتها بتحمل الصعاب والأثقال.
- عمر النملة الواحدة يقدر بين 45-60 يوماً بالمتوسط ، وهذا يعني أن مستعمرة النمل تتغير بكل أفرادها خلال أقل من 3 أشهر لكن يبقى النظام مستمراً والسبب أن النظام صالح وأن الجديد لا يحاول تدمير ما بناه القديم ليقول " بنيت هذا" كما أن البعض يعلم بعضه بعضاً.
- أكثر ما يعجبني في النملة عندما يحاول أحدهم أن يضايقها ويضع العقبات في طريقها ، أو عندما يحاول طفل أن يسجنها بوضع عوائق أنها تبقى تحاول وإن كان عبثاً حتى تعلن أنها انتهت بشرف...جميل لو عرفنا أن نتعلم هذا فقط منها!.[b]