المثل الشعبي القائل «الكذب ليس له قدمان» حقيقة يكتشفها الكاذب بعد فوات الأوان، فقد تقدمت للزواج من فتاة جميلة من أسرة طيبة، لكني كذبت عليهم وأوهمتهم بأن أسرتي ذات مستوى اجتماعي مرموق، وأني حاصل على تعليم عال، وأتقاضى مرتباً مجزياً. واخترعت لنفسي أقرباء جهابذة وأرصدة ببنوك وهمية. وقد انطلت كل هذه الأكاذيب على أسرة زوجتي.
عريس مخادع
المثل الشعبي القائل «الكذب ليس له قدمان» حقيقة يكتشفها الكاذب بعد فوات الأوان، فقد تقدمت للزواج من فتاة جميلة من أسرة طيبة، لكني كذبت عليهم وأوهمتهم بأن أسرتي ذات مستوى اجتماعي مرموق، وأني حاصل على تعليم عال، وأتقاضى مرتباً مجزياً. واخترعت لنفسي أقرباء جهابذة وأرصدة ببنوك وهمية. وقد انطلت كل هذه الأكاذيب على أسرة زوجتي.
بعد الزواج كان كل همي ألا يفتضح أمري أمامها، وأدركت منذ البداية أن زوجتي جوهرة نادرة تحبني وتصون كرامتي، فقد كانت معتدلة في كل تصرفاتها، عاقلة لا تطلب أكثر من حاجتها، ولكن كل هذه المواصفات لم تكن لتمنعني من الاستمرار في كذبي، وفي استغفالها، والحقيقة التي صدمتني بقوة عندما أخبرتني أنها أدركت منذ البداية حقيقة أمري لكنها ترفعت عن مساءلتي، وتعلقت بي أكثر وكذلك كان احترامها لي يزداد رغم خداعي لها.
أحببتها بشدة لأنها سترتني وتمنيت لو كنت قادراً على تعويضها وتحقيق أحلامها، ومن حينها تعلمت درساً للعمر، وهو ألا أكذب أو أبالغ في الأمور، وألا أخجل من حقيقتي، فقد أحبتني زوجتني رغم أنها كشفتني منذ البداية.
كشفته منذ البداية
كيف لم يخطر لأشقائي السؤال والاستقصاء عن ماضيه؟ أنا لم أكمل تعليمي ولم أسافر خارج مدينتي، ولا أفقه في فنون الإنترنت، وبالكاد تعلمت كيفية استعمال الهاتف الجوال، لكني فهمت من أول يوم أنني قد تجرعت خيالات رجل واسع الأحلام له من معسول الكلام ما يمكنه أن يشيد قصوراً في الهواء، فهل أصرخ وأنادي أهلي ليعيدوني إليهم؟
أخبرت زوجي منذ البداية أنني فهمت كل شيء، وتصرفت بكبرياء فتاة حسنة التربية تتعامل بالقليل الذي بين يديها وكأنه كنز. بذلت كل جهدي ووفقني الله بجعل زوجي يحبني فكان تعويضاً رابحاً إذ غدا زوجي محباً مخلصاً كسير الجناح، لقد تجاوزت صدمتي الأولى به، وبدأت أفكر في مستقبلنا معاً.
الناس معادن
الدكتورة حنان أبو الخير، استشارية العلاقات الزوجية، تقول: حقيقة الأزمات تظهر معادن الناس النفيسة؛ لأن كل فرد لديه في داخله ما هو نفيس لكن لا يستطيع اكتشافه، فرغم ما قام به من الكذب على زوجته وأهلها، لكنه تصالح مع نفسه ومجتمعه وبدأ يعيد حساباته، وعليه أن يبذل أكثر من ذلك لمداواة جرح حبيبته، ومن الجهة الأخرى، أنصح الزوجة قائلة: كما فعلت بتجاوز خطيئته، عليك تشجيعه للنهوض بحياة الأسرة كلها وعدم الاتكال عليك، وهذا الدور منوط بك بمفردك ولا يحتاج إلى تدخل من أسرتك.