كأس الانفصال
في أحيان كثيرة, يبدأ خراب البيوت من عملية استدراج منظمة تقودها فتاة فاتها قطار الزواج
, أو أوشكت علي ذلك, أو تدبرها مطلقة فشلت في حياتها الزوجية, فتريد أن تتجرع كل الزوجات المستقرات كأس الانفصال الأسري!.إنها مشكلة مجتمعية,يسقط فيها الكثيرون, ويجب أن يتيقظ لها الأزواج حتي لا يقعوا في هذا الفخ, فيهدموا بيوتهم فوق رؤوس أبنائهم, بحثا عن وهم السعادة الزوجية مع امرأة مطلقة تريد أن يلقي أبناء الآخرين نفس المصير الذي لاقاه أبناؤها بعد طلاقها, وسرعان ما تنكشف نياتها السيئة, وحقدها الدفين, ورغبتها القوية في هدم البيوت المستقرة, وبعد أن تفوز بالزوج, وتخطفه من أسرته, تظهر علي حقيقتها, ويكتشف الزوج أنه انخدع فيها بعد أن خسر أسرته, ودمه, ولحمه, من أجل امرأة لا تستحق!لقد كانت حياتي هادئة, ومستقرة قبل أن تقتحمها امرأة مطلقة تقيم في نفس الحي الذي أقطنه حيث دبرت خطة, ثم تحولت لتدمير أسرتي, تارة بإبراز مفاتنها, وتارة باستدراجي لكي أقع في حبها, وتارة بزرع بذور الفتنة بيني وبين زوجتي وأبنائي, وتحريضي الدائم ضدهم, وقد نجحت, ولكن.. بعد فترة من تلك العلاقة اكتشفت كم هي عصبية, ومتهورة, ومغرورة, وخبيثة, وغيورة الي حد الانفجار, وكم هي متسلطة, وأدركت أن زوجها كان علي حق حين تخلص منها بوثيقة الطلاق, وهو أبسط إجراء كان يجب أن يتخذه ضدها!وكان من الطبيعي, بعد أن اكتشفت محاولاتها الخبيثة لخطفي من أولادي, أن أتركها وأعود مرة أخري الي بيتي الهادئ, والي زوجتي الحنون, العاقلة, لكي أتفرغ لتربية أبنائي, ولا أتركهم للشوارع, وللحرمان الأسري.إنني اردت أن أقول لقرائك إن قصة الاستدراج تبدأ بنصب المطلقة شراك الحب, والمشاعر واستعطاف الرجل الجديد, لظروفها, وحال أبنائها بعد طلاقها, وشيئا فشيئا, تبدأ رحلة الاندماج مع الوهم الجديد من جانب, ورحلة خراب البيوت من جانب آخر, فتسطو علي الزوج, وتوهمه بأنها تهيم فيه حبا وعشقا, وتبدأ في طرح فكرة الزواج الثاني عليه, وحينما يجد الزوج نفسه محاصرا, يتقبله, فتتراجع هي, وتبدأ في تسويق فكرة أنها لا يمكن أن تكون زوجة ثانية, وإذا أراد الارتباط بها فعليه أن يطلق زوجته, وللأسف يسقط بعض الأزواج في الفخ.. ولذلك أنبه المخدوعين من الأزواج أمثالي, إلي هذه المؤامرات الخبيثة, لكي يأخذوا حذرهم منها, وأن يتقوا الله في زوجاتهم وأبنائهم, ويجتهدوا لإسعادهم, لا تدميرهم.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
إذا لم يكن للزواج الثاني ما يبرره, فسوف يجني منه الزوج متاعب لا حصر لها.. فالمسألة لا ترتبط بمطلقة أو أرملة أو حتي فتاة.. فكل منهن تكون لها مآرب من مثل هذه الزيجة, ويكفيها أنها تنازلت عن حقها في زوج كامل يكرس لها حياته ولايقاسمها فيه أحد.ولذلك كان طبيعيا يا سيدي أن تسعي السيدة التي تعرفت عليها إلي خطفك من بيتك وأولادك بدعوي الحب, فانجرفت في تيارها حتي أصبحت أسيرا لها.. وهنا ظهرت علي حقيقتها وتبينت نياتها في الاستئثار بك, ودفعك إلي التخلي عن زوجتك الأولي وأم أولادك.وحسنا أنك عدت إلي رشدك وأدركت حقيقة مآربها, فتخلصت من براثنها وأبعدتها عن طريقك.. إن تجربتك تنير الطريق أمام المهووسين بالزواج الثاني, ولعلها تجعلهم يتراجعون عن هذه الفكرة التي تجلب بالفعل خراب البيوت وأسأل الله للجميع الهداية والسلام.
[b]