محمد فوزى البلقينى المشرف العام لمنتدى عالمنا بلا حدود ونبتدى منين الحوار
عدد المساهمات : 4476 تاريخ التسجيل : 02/09/2012 العمر : 73
| موضوع: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) هذه الآية الكريمة التي جاءت في منتصف سورة الطارق هي من آيات القَسَم في القرآن الكريم, والقَسَم في كتاب الله يأتي من قبيل تنبيهنا إلى أهمية الأمر الذي جاء به القَسَم, لأن الله ـ تعالى ـ غني عن القَسَم لعباده. والقَسَم الخميس 28 أغسطس 2014, 4:20 am | |
| (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) هذه الآية الكريمة التي جاءت في منتصف سورة الطارق هي من آيات القَسَم في القرآن الكريم, والقَسَم في كتاب الله يأتي من قبيل تنبيهنا إلى أهمية الأمر الذي جاء به القَسَم, لأن الله ـ تعالى ـ غني عن القَسَم لعباده. والقَسَم هنا بالسماء، وبصفة خاصة من صفاتها، وهي أنها (ذات الرجع), وفي ذلك قال قدامى المفسرين: إن (رجع) السماء هو المطر, وإنه سمي (رجعًا)؛ لأن بخار الماء يرتفع أصلاً من الأرض إلي السماء حيث يتكثف ويعود إلى الأرض مطرًا ـ بإذن الله ـ في عملية دائمة التكرار والإعادة, ولفظة (الرجع) هنا مستمدة من الفعل رجع بمعنى: عاد وآب، ولذا سمي المطر (رجعا) كما سمي أوبًا لأن (الرجوع) هو العود إلى ما كان منه البدء. ومع تسليمنا بصحة هذا الاستنتاج يبقى السؤال المنطقي: إذا كان المقصود بالتعبير (رجع السماء) هو المطر فقط، فلماذا فضل القرآن الكريم لفظة الرجع على لفظة المطر؟ ولماذا لم يأت القسم القرآني بالتعبير (والسماء ذات المطر) بدلاً من (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)؟. واضح الأمر أن لفظة (الرجع) في هذه الآية الكريمة لها من الدلالات ما يفوق مجرد نزول المطر ـ على أهميته القصوى لاستمرارية الحياة على الأرض ـ مما جعل هذه الصفة من صفات السماء محلاًّ لِقَسَم الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وهو الغنيّ عن القسم ـ تعظيمًا لشأنها وتفخيمًا. فما هو المقصود (بالرجع) في هذه الآية الكريمة؟. يبدو ـ والله تعالى أعلم ـ أن من معاني (الرجع) هنا: الارتداد أي أن من الصفات البارزة في سمائنا أنها ذات رجع أي ذات ارتداد, بمعنىي أن كثيرًا مما يرتفع إليها من الأرض ترده إلى الأرض ثانية, وأن كثيرًا مما يهبط عليها من أجزائها العليا يرتد ثانية منها إلى المصدر الذي هبط عليها منه, فالرجع صفة أساس من صفات السماء, أودعها فيها خالق الكون ومبدعه, فلولاها ما استقامت على الأرض حياة, ومن هنا كان القسم القرآني بها تعظيمًا لشأنها, وتنبيهًا لنا للحكمة من إيجادها وتحقيقها...!!! الرجع في اللغة العربية: يقال في اللغة العربية: (رجع يرجع رجوعًا) بمعنى: عاد يعود عودًا, وغيره (رجعه) غيره أو (أرجعه) بمعنى أعاده ورده, و(الرجوع) العودة إلى ما كان منه البدء, ويقال: (رجعه, يرجعه رجعًا). كما يقال: (رجع يرجع رجعًا وترجيعًا) بمعنى ردّ يردّ ردًّا, (فالرجع) لغة هو العود, والارتداد, والرد, والانصراف والإفادة, والإعادة, ولذلك يقال للمطر (رجعًا) لردّ الهواء ما تناوله من ماء الأرض بطريقة مستمرة, كما يقال للغدير (رجعًا) بنسبته إلى المطر الذي ملأه, أو لتراجع أمواجه وترددها في مكانه، ويستند في ذلك إلى قول الحق ـ سبحانه وتعالى: (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) أي ذات المطر، وقيل فيها أيضًا: أي ذات النفع.
| |
|