حينما يصل النسر لسن الأربعين تقوى و تصلب مخالبه و تطول ، و يصبح جناحاه ثقيلان بسبب ريشه الكثيف الذي يلتصق بصدره مما يجعله غير قادراً على الطيران !فماذا يفعل النسر حينها ؟ شيء عجيب يحدث يغادر النسر في مهمة صعبة جدا ، و لديه فقط خياران ! إمّا أن يموت أو يستمر في عملية تغيير شاقة تستغرق 150 يوماً تتطلب تلك العملية أن يستقر على قمة جبل ماكثاً في عشه !وهناك يبدأ بنقر الصخرة بشدة بمنقاره ، وكذا بطرق الصخرة بمخالبه ! وحينما ينتهي من ذلك ،يمكث حتى تنمو له مخالب و منقار جديد و في أثناء هذا يبدأ في نتف الريش القديم الواهن حتى ينتهي منه تماماً و يبدو عاريا كالفرخ الصغير
المولود للتو ! يا لها من عملية شاقة بحق و بعد مضي خمسة أشهر من هذه العملية الشاقة و المجهدة و الصبورة ، يطير النسر مجدداً خارجاً من هذه المحنة أقوى و أكثر فتوة ليعيش بعدها 30 عاماً.
( من حين لآخر نحتاج أن نراجع عاداتنا و قناعاتنا وكل ذلك في عزلة قصيرة هادئة للتجدد و للمراجعة لنتخلى بعد ذلك عما نراه غير لائق منها ).
فقط الأحرار المستقلون هم من يقدمون على عمل شجاع مثل هذا ! فمن لايتجدد يتبدد.
كونوا كالنسور و امضوا في طريقها و خذوا بفلسفتها في الحياة.