عواطف عبدالحميد
الأربعاء، 06 نوفمبر 2013 02:59 م
أخطأت معه فكرهت كل الرجال
أرسل إليك مشكلتي وأرجو منك المساعدة ، أنا فتاة عمري 21 عاماً
، مشكلتي هي أنني فقدت ثقتي بالرجال جميعهم ، وإن لم أكن كرهتهم جميعهم
،والحقيقة أن كرهي لهم له عدة أسباب ، أول هذه الأسباب والدي الذي تزوج مرة أخرى على والدتي بعد عشرة دامت 30 عاماً وقد تهدم بيتنا بعد هذا الزواج ، والسبب الثاني هو رجل طننت أنني أحبه (لأنني رومانسية جدا) ، ووقعت معه في خطيئة ، أرجو من الله أن يغفرها لي ، وبعد ذلك
علمت من هذا الرجل أنه متزوج وله أولاد، ويريد أن يتزوجني عرفياً ، فرفضت ومرت سنتان على هذا الحال ، وأنا أشعر بندم وكره للرجال حتي إنني لم أعد آمن غدرهم إطلاقاً أو أئتمنهم ، أرجوك مساعدتي كيف أتخلص من محنتي تلك ، لأنني كثيراً ما أقول لم يعد هناك شئ لأعيش له ، وكيف سأواجه الحياة بمشكلتي وانا مدمرة نفسيا،خاصة أنني الآن يتقدم لي العرسان وأرفضهم وأبرر
رفضي بأنني مازلت أدرس فأنا طالبة بكلية الهندسة ولا أريد أحداً أن يشغلني خاصة أنني في السنة الاخيرة ، و لا أعرف بعد أن انتهي من دراستي بماذ أبرر رفضي إن جاء رجل وتقدم لخطبتي .وشكرا للمساعدة
د. ن / مصر
صديقتي أهلاً بك علي صفحتك وأشكر لك ثقتك بنا ، أخطات وندمت وهذا شئ جميل ،
فقدت ثقتك بالرجال بسبب هذا الندل الذي أخطا معك واوقعت في معصية الخالق ،
فهذا حقك و أسال الله أن يعافيك ويغفر لك ، لكن ان تفقدي الثقة بوالدك
لانه فقط تزوج فهذا ليس حقك ، فهل كنت تريدين له ان يكون كهذا الندل الذي
عرفته الذي فضل أن يغربك ثم يعرض عليك الزواج العرفي ، إن والدك لم يخطئ
ولا تخلطي الأمور صديقتي العزيزة .
ولا تحملي والدك مسئولية ما أصابك ، وإن كانت مسئوليته ومسئولية أسرتك أيضاً تنحصر في عدم توعيتهم لك بمثل هذه النوعية من الرجال المنحطون ، الذين لم يراعوا دينهم ولم يراعوا خالقهم وإنما انطلقوا ليعيثوا في الأرض فساداً وليستبيحوا حرمات الله يدنسونها بقذارتهم ، عموماً المقارنة بين والدك وما فعله وهذا الندل وما فعله معك ليس هنا مجاله ولا وقته إذ نحن الآن بصدد ما انت فيه
ويا صديقتي الحبيبة لن أتوقف طويلاً امام ماحدث لك فقد حدث وانتهي الأمر، فقط ارجو ان تكوني قد تعلمت الدرس ووعيته جيداً ، ولتكن اليقظة شعارك والحرص هدفك خاصة في حال التعامل مع أمثال هذا الوغد الحقير .
فلا تستسلمي لكل كلمة حب تقال لك فالحب احترام وقيمة وشئ جميل رائع في حالة إذا كان
حقيقي وسامي ، وليس انحطاط وإشباع غرائز ، لكن إياك ان تستسلمي لإحباطاتك
وأحزانك ، وتفقدي الأمل أو تقنطي من رحمة الله وتذكري قول الله تعالي "
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)"
وأنا أظن انك تبت بدليل ندمك الشديد لذلك تعلمي أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، فتقربي إلي الله كثيراً فهو يعلم انك تركت الحرام مرضاه له سبحانه وتعالي لذا فهو لن يخذلك او يضيعك شرط أن تحفظيه سبحانه في السر والعلن " احفظ الله يحفظك " ، وشرط أن تكثري من الاستغفار والصلاة في جوف الليل وتكثري من عمل الخير بكل وسائله كاصدقات والنوافل وقراءة القرآن والأذكار لتنقي نفسك وقلبك ، لتكون توبتك توبة نصوحة خالصة لله تعالي ، فالله سبحانه وتعالي يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل.
وتأكدي بعد كل ذلك ان الله سبحانه وتعالي سيجزيك خير الجزاء وسيعوضك بإذنه ومشيئته، فتفائلي واطوي صفحة الماضي الكئيب إلي غير رجعة واعتزي بنفسك وثقي في خالقك وتفائلي ، قال صلي الله عليه وسلم "تفائلوا بالخير تجدوه" ، فاجتهدي في دراستك قدر المستطاع ، وحققي نجاحاً فيها ، وأنت علي يقين بالله وثقة بانه سبحانه وتعالي سيفرج الله عنك كربك حتماً بمشيئته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.