هناك قصص مختلفة عن اكتشاف القهوة, أحدها هي أحد الشيوخ الذي أنقذ نفسه من الجوع عن طريق إعداده لحساء من حبوب القهوة .. أما القصة الأكثر شهرةً هي راعي الأغنام العربي في افريقيا الذي لاحظ نشاط أغنامه الكبير و ذلك بعد أن رعوا حبوب غريبة هي حبوب القهوة, و كنتيجة لذلك بقيت الأغنام مستيقظية طوال الليل و حافظواعلى نشاطهم الكامل, طوال هذه الفترة. و بسبب فضوله, جرب الراعي تناول بعض هذه الحبوب, و بالفعل شعر بالنشاط و تمنكن من البقاء مستيقظاً فترة أطول.
ذهب هذا الراعي إلى رجل الدين في قريتهم, و أخبره عما حدث, و دله على هذه الحبوب, حيث جرب رجل الدين طحنها و وضعها في مياه مغلية ليعد أول كوب من القهوة في التاريخ, حيث لم يتم تحميص القهوة إلا بعد زمن من ذلك.
و قد انبهر رجل الدين بآثار الشراب حيث بقي صاحياً و مركزاً لمدة طويلة, فأخذ هذه الحبوب إلى معبده ليستخدمها رجال الدين للبقاء صاحيين فترةً أطول و أداء صلواتهم, و من هناك انتشرت القهوة بين الكثير من المعابد, و لم تنتشر القهوة خارج المعابد إلا بعد مرور مدة طويلة.
الأيام الأولى لانتشار القهوة:
بداية انتشار القهوة كان إلى العالم الإسلامي و خصوصاً في ظل الدولة العباسية, حيث جلبه التجار المسلمين معهم و نشروه على عرض البلاد, و أطلقوا هلى الشراب اسم القهوة (الشراب المضاد للنوم) و ذلك في القرن التاسع الميلادي, و أصبحت القهوة هي الشراب الأكثر انتشاراً في البلاد العربية, و كانوا يشربوه في مجالسهم و مساجدهم و في المسجد الحرام في مكة المكرمة.
تحميص القهوة لم يتم حتى وقت ما بيم 1000 – 1200 ميلادي, و بالصدفة تحميص القهوة أنتجت شراباً أكثر لذةً و تأثيراً.
عند وصول القرن الثالث عشر أصبحت القهوة شراباً تقليدياً لدى العرب, أصبحت ثقافة و عادة موازية للدين الإسلامي, حيث انتشر الإسلام انتشرت القهوة, و استخدموها للبقاء صاحيين لمدة طويلة لأداء الصلاة و العبادة. و بدايةً من العام 1250 بدأت زراعة القهوة في اليمن و انتشرت منها لتصبح زراعةً كبيرة في العالم العربي.
حافظ العرب على تجارة القهوة و عملوا بشدة على منع الغير من زراعة و تجارة القهوة, فلم يخرج من بلاد العرب أي حبوب حية للقهوة, حيث كانت تباع محمصة أو مجففة, حيث يقال أن حبوباً للقهوة لم تخرج من بلاد العرب حتى العام 1600 ميلادي, و بقيت اليمن هي المورد الوحيد للقهوة في العالم حتى ذلك الحين.
انتقلت القهوة بعد ذلك إلى تركيا, حيث نقلها العثمانيون إلى هناك, و افتتح أول محل للقهوة في القسطنطينية عام 1475 و تضاعفت أعداد المقاهي حتى أصبحت بالمئات و أصبحت القهوة عادة اجتماعية في القسططنطينية. أصبح زوار المقاهي بالآلاف يومياً, يزورونها لتبادل الآراء و الأحاديث, اللعب, سماع قصص من رواة القصص الأسطورية, التعلم من أصحاب العلم .. و بالطبع لشرب القهوة ! حتى أصبحت المقاهي هناك تسمى "بيوت الحكمة" لما كان فيها من أحاديث و علوم متبادلة.
انتشار الدولة العثمانية حول أوروبا و العالم نشر معه القهوة في تلك البلدان, فلم تبق القهوة حكراً على البلاد العربية و تركيا حيث انتقلت إلى أوروبا الشرقية و أوروبا الغربية و اسبانيا و شمال افريقيا.