يقول الإمام البنا فى أول رسالة: دعوتنا، التى نشرتها مجلة الإخوان المسلمين (العدد الثانى) فى 23 أبريل 1935: «يجب أن نصارح الناس بغايتنا، وأن نجلى أمامهم منهاجنا، وأن نوجه إليهم دعوتنا، فى غير لبس ولا غموض أضوأ من الشمس، وأوضح من فلق الصبح، وأبين من غرة النهار»، هكذا يقول الإمام البنا عن الدعوة، لا سرية فيها ولا عنف، مجالها الناس كل الناس دون سيطرة أو إكراه. لو أدرك الإخوان هذا المعنى وفهموا أنها أضوأ من الشمس، وأوضح من فلق الصبح، وأبين من غرة النهار، لنبذوا السرية بالكامل وانخرطوا فى المجتمع المصرى بكل حب وتقدير، بعيداً عن الاستعلاء الذى تحلى به بعض القادة أحياناً، وبعيداً عن سياج العزلة الذى وضعوه حولهم، وهو بكل تأكيد ضد نجاح الدعوة.
«أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ».. هكذ يقول القرآن الكريم. لا إكراه فى الدين ولا فى السياسة طبعاً، فما بالكم لو أن الناس وبينهم المسلمون وجدوا من يكفّرهم، ويعلن سحقهم، ويدعو عليهم وعلى أولادهم، ويدعو إلى التحيز والشقاق والتحزب والطائفية والتناحر والتضاغن والتراشق بالسباب والتهم،