كيف يرانا العالم؟
عماد الدين أديب الأحد 28-07-2013 22:11
طباعة
40
هناك موقف غريب لا أفهمه وهو عدم اكتراث بعض المسئولين بالموقف الدولى من الأحداث الأخيرة فى مصر من منطلق أن هذه الانتقادات هى جزء من مؤامرة دولية صهيونية إمبريالية.. إلخ.
هذا المنطق هو منطق دفن الرؤوس فى الرمال، وهو منطق سلبى يهرب من مواجهة الرأى العام العالمى ويجهل أساليب المخاطبة الإعلامية لعقول ونفسيات النخب العالمية والمنظمات الدولية والهيئات الحقوقية وجمعيات حقوق الإنسان.
الفارق الجوهرى بين موقف النخبة وموقف أنصار الإخوان هو أن الجماعة استأجرت جهود عدة شركات دعاية دولية متخصصة ورصدت لها مبلغاً ضخماً من الأموال بهدف تحسين صورة الجماعة والدفاع عنها وعن مصالحها.
وتؤكد مصادر مطلعة أن الاجتماع الموسع لممثلى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الذى انعقد منذ أسبوعين فى مدينة إسطنبول برعاية تركية، اتفق على التخطيط والتمويل والتنفيذ لخطة دعائية قوية فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لتسويق دور جماعة الإخوان وانتقاد دور النظام الجديد فى مصر بقيادة المؤسسة العسكرية.
ولعل أهم ما يميز جهود الجماعة الآن هو تعميق 3 رسائل عالمية:
1- إن ما حدث فى مصر هو انقلاب وليس ثورة شعبية.
2- إن أنصار جماعة الإخوان عدداً وتأثيراً أكثر وجوداً وشعبية من خصومهم.
3- إن ما يسمونه بنظام الانقلاب فاشى ودموى ويمارس كل أنواع البطش والتنكيل بأنصار الرئيس السابق.
هذه الرسائل هى محور حركة الجماعة الآن بهدف تحويل الصورة الذهنية للنظام الجديد على أنه نظام مارق وخارج عن القانون.
إن منطق الاكتفاء بأن ما يحدث مؤامرة دولية لن يؤدى إلى تقديم الصورة الصحيحة والشفافة عن حقيقة ما يحدث فى مصر الآن.
علينا أن نعترف أن لدينا ثغرة إعلامية فى الصورة الذهنية لثورة 30 يونيو العظيمة.