لمرأة تتفوق علي الرجل في الرغي والثرثرة.. هذا ما أكدته الباحثة الاجتماعية البريطانية' ديانا هيلز' في دراستها, حيث أوضحت أن المرأة تتكلم بمعدل12 ألف كلمة يوميا بينما يتكلم الرجل ألف كلمة فقط..
وأشارت إلي أن المرأة أكثر قدرة علي التعبير منذ الصغر وتستطيع فهم الإشارات ونبرة الصوت وتعبير الوجه بصورة تفوق الرجل.
د.السيد حفني أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق والعميد السابق لمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية يعلق علي هذه الدراسة قائلا إننا لا نستطيع أن نحكم علي الدراسات والبحوث التي تصدر في مجتمعات مختلفة لتكون مرجعية لنا, كذلك لا نستطيع أن نصدر أحكاما مطلقة علي البحوث التي تتحدث عن خصائص مجتمعية بشكل عام ونعممها علي كل الشعوب, فكل شعب له خصائصه الثقافية والذاتية أيضا, ولا تتساوي الظواهر في هذه الشعوب, فليس من المعقول أن نطلق أحكاما عامة علي مقاييس لا نعرف ما هي, ولا علي البنية البشرية التي قامت عليها هذه العينة, ولا النفس البشرية بشكل مطلق ونكون حكما علي كل الخصائص الثقافية سواء كان للمرأة أو الرجل.
والموضوع هنا مرتبط بشقين وهما المستوي الثقافي والتعليمي للمرأة من ناحية, والبيئة الاجتماعية التي نعيش فيها من ناحية أخري, فلا نستطيع أن نقارن بين المرأة اليابانية والصينية بخصائصها الثقافية والمرأة الأوروبية والعربية, فكل مجتمع له ظروفه. وإذا كانت المرأة أكثر ثرثرة من الرجل فما القول في الرجال الذين يجلسون علي المقاهي في مجتمع ما أو في حلقات اجتماعية كما هو عند البدو مثلا؟.. فهم يتحدثون ويتسامرون أوقاتا طويلة, إنها الطبيعة البشرية التي تجعل الإنسان يعبر عن ذاته أو همومه أو وجدانه في ظروف متباينة بين مجتمع وآخر, ويرتبط ذلك بالنشأة الاجتماعية, فهناك مجتمعات لا تتحدث إلا في نطاق محدد من الموضوعية ولا تطلق العنان لحديث بلا معني أو فائدة, فكل حديث له ظروفه.
ويشير د. حفني إلي أن سبب كثرة كلام المرأة هو زيادة وقت الفراغ عندها لأن الرجل عادة ما يكون خارج المنزل ويعمل لفترات طويلة, لذلك فهي تبحث عمن تتحدث وتتواصل معه, فمثلا في صعيد مصر أو في الريف تجلس كل مجموعة من النساء لقضاء وقت الفراغ في الكلام ويكون ذلك غالبا مرتبط بموضوع واحد, أما موضوع الثرثرة فهو اتهام من الرجل للمرأة, فعندما يعود الرجل من عمله يكون في حاجة إلي الراحة ولكن المرأة يكون لديها رصيد من الأحاديث التي تريد أن تحكيها لزوجها سواء كانت هذه الحكايات عن أبنائها أو أسرتها أو جيرانها, وذلك لأنه الشخص الوحيد الذي تستطيع التواصل معه, وهذا الحديث قد يواجه بالقبول أو الرفض حسب مزاج الرجل, ومن ثم فعدم القبول يكون باتهام المرأة بالثرثرة رغم أن رصيد الكلام يعبر عن نتاج يومها, وأحيانا يصف الرجل زوجته بأنها إمرأة' زنانة' وذلك عندما تبدأ في الكلام وتزيد من إلحاحها لتلبية احتياجاتها أو إحتياجات أبنائها خاصة إذا كانت هذه المطالب تتجاوز إمكانياته.. أيضا قد يرفض الزوج حديث زوجته حين تتحدث عن أحد أفراد أسرته بطريقة لا تعجبه, وأحيانا قد يطلق عليها إمرأة' لتاتة' عندما تكرر حديثها عدة مرات.
ويبين أستاذ علم الاجتماع أن هذه التصرفات قد تصدر من ربة منزل لديها وقت فراغ, أما المرأة العاملة فغالبا ما تكون قليلة الكلام لأنها ليس لديها وقت لتضيعه في الكلام بل تكون طاقتها قد استنفذت في الحديث خارج المنزل وذلك حسب طبيعة عملها, خاصه أن بعض الأعمال تتطلب الكثير من الكلام مثل التدريس.
ويؤكد د.حفني أن الثرثرة تؤدي إلي الفوضيأما قلة الكلام فهي الحكمة, لذلك يجب دائما أن نتذكر الحكمة القائلة:' إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب', لذلك نجد الحكماء دائما قليلي الكلام لأنهم يلخصون حديثهم في كلمات قليلة تؤدي إلي معني له قيمة.. كذلك كلما كثر كلام الشخص ذل لسانه وكثرت أخطاؤه, بالإضافة إلي أنه عندما يتكلم كثيرا من الممكن أن يتحدث في أشياء تؤذي البعض أو يتضرر منها الآخرون, وعلاج ذلك يكون بعمل تمرين التنفس بأن نأخذ نفسا عميقا لمدة ثلاث ثوان ونخرج النفس أيضا لمدة ثلاث أخري ثم نوقف النفس ثلاث ونردد كلمة'الله' مثلا, فذلك يساعد علي إفراز مادة' الاندورفين' التي تقلل من صدور الكلام الذي لا فائدة منه, وهناك أيضا ما تعلمناه في الصغر وهو' العد من واحد إلي عشرة' حتي نقلل من الكلام.
رابط دائم:
0