لـقـلــوب لـدى الـحـنـاجـر كـاظـمـيـن
شارك أصحابك
الـقـلــوب لـدى الـحـنـاجـر كـاظـمـيـن
إقفش فلول
قدري احمد اسماعيل قناوى
( إذ الـقـلــوب لـدى الـحـنـاجـر كـاظـمـيـن )
( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما
للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ( 18 )
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ( 19 )
والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير ( 20 ) )
[ ص: 137 ]
يوم الآزفة هو : اسم من أسماء يوم القيامة ، سميت بذلك
لاقترابها ، كما قال تعالى :
( أزفت الآزفة . ليس لها من دون الله كاشفة ) [ النجم : 57 ، 58 ]
وقال ( اقتربت الساعة وانشق القمر )
[ القمر : 1 ] ،
وقال ( اقترب للناس حسابهم ) [ الأنبياء : 1 ]
وقال ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) [ النحل : 1 ]
وقال ( فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ) [ الملك : 27 ] .
وقوله : ( إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ) [ أي ساكتين ]
، قال قتادة : وقفت القلوب في الحناجر من الخوف ، فلا تخرج
ولا تعود إلى أماكنها . وكذا قال عكرمة ، والسدي ،
وغير واحد .
ومعنى ( كاظمين ) أي : ساكتين ، لا يتكلم أحد إلا بإذنه
( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) [ النبأ : 38 ] .
وقال ابن جريج : ( كاظمين ) أي : باكين .
وقوله : ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )
أي : ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله من قريب منهم
ينفعهم ، ولا شفيع يشفع فيهم ، بل قد تقطعت
بهم الأسباب من كل خير .
وقوله : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) يخبر تعالى
عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ، جليلها وحقيرها ،
صغيرها وكبيرها ، دقيقها ولطيفها ; ليحذر الناس علمه فيهم ،
فيستحيوا من الله حق الحياء ، ويتقوه حق تقواه ، ويراقبوه
مراقبة من يعلم أنه يراه ، فإنه تعالى يعلم العين الخائنة وإن
أبدت أمانة ، ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر .
قال ابن عباس في قوله :
( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) وهو الرجل يدخل
على أهل البيت بيتهم ، وفيهم المرأة الحسناء ، أو تمر به
وبهم المرأة الحسناء ، فإذا غفلوا لحظ إليها ، فإذا فطنوا غض
، فإذا غفلوا لحظ ، فإذا فطنوا غض [ بصره عنها ] وقد اطلع
الله من قلبه أنه ود أن لو اطلع على فرجها . رواه ابن أبي
حاتم .
وقال الضحاك : ( خائنة الأعين ) هو الغمز ، وقول الرجل : رأيت ، ولم ير ; أو : لم أر ، وقد رأى .
وقال ابن عباس : يعلم [ الله ] تعالى من العين في نظرها ،
هل تريد الخيانة أم لا ؟ وكذا قال مجاهد ، وقتادة .
وقال ابن عباس في قوله : ( وما تخفي الصدور ) يعلم إذا أنت
قدرت عليها هل تزني بها أم لا ؟ .
وقال السدي : ( وما تخفي الصدور ) أي : من الوسوسة .
[ ص: 138 ]
وقوله : ( والله يقضي بالحق ) أي : يحكم بالعدل .
وقال الأعمش : عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس
[ رضي الله عنهما ] في قوله : ( والله يقضي بالحق )
قادر على أن يجزي بالحسنة الحسنة ، وبالسيئة السيئة
( إن الله هو السميع البصير ) .
وهذا الذي فسر به ابن عباس في هذه الآية كقوله تعالى :
( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) [ النجم : 31 ] . وقوله :
( والذين يدعون من دونه )
أي : من الأصنام والأوثان والأنداد ، ( لا يقضون بشيء )
أي : لا يملكون شيئا ولا يحكمون بشيء
( إن الله هو السميع البصير ) أي :
سميع لأقوال خلقه ، بصير بهم ، فيهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، وهو الحاكم العادل في جميع ذلك .
والله اعلى واعلم
تحياتي : عازفة الأحزان
المصدر: مواقع و منتديات