ممدوح الولي
عبد الناصر سلامة
اقرأوا وتأملوا
كان شيخ عالم يقف علي عتبة داره عندما رأي أحد المعلمين يقود بعض التلاميذ في طريقهم الي الجبل, فسألهم عن وجهتهم فقال المعلم في فخر: لقد قررت أن أكون إيجابيا وسوف نتجه الي الصحراء وسيقف التلاميذ صفا واحدا يبتهلون الي الله بالدعاء بأن يضع حدا للفساد
فإن الله لا يرد دعاء الأطفال فرد الشيخ مستنكرا: ينبغي أن تعود بالتلاميذ الي المدرسة, فالحر شديد, والتعليم الجيد هو الذي يقضي علي الفساد.. علم تلاميذك أن يتحملوا المسئولية وأن يتجاوزوا أخطاء الجدود والآباء فقال المعلم غاضبا: ألا تعلم يا شيخنا أن الله لا يرد دعاء الأطفال؟ فقال الشيخ: إن الله تعالي يستمع الي كل من يدعوه ولكنه يستجيب بما يراه صالحا, ولو أن الله استجاب لدعوات الأطفال كما هي لأغلقت المدارس و الجامعات ولم يكن هناك أي تعليم, وذات يوم كان أب يقرأ جريدة ولكن ابنه الصغير لم يتوقف عن مضايقته فغضب الأب وقطع ورقة من الجريدة وأعطاها لابنه قائلا: هذه خريطة العالم فأرني كيف تعيد تكوينها كما كانت من قبل؟ وبعد دقائق معدودة أعاد الطفل ترتيب الخريطة, فسأل الأب ابنه مندهشا: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟ فقال الطفل: لا هذا لم يحدث, لكن كانت هناك صورة لإنسان علي الوجه الآخر من الورقة وعندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم أيضا.
إن حكايات الأديب البرازيلي باولو كويلو تمتلئ بالحكمة وتغوص بعمق داخل النفس الإنسانية وتظهر تأثر الأديب الكبير بالثقافة العربية والإسلامية.