يحكي أن رجلا كان يسير ذات يوم في أحد الشوارع شارد البال ذاهلا, وقد تملكه اليأس وأوشك الايمان أن يفارقه بعد ان باءت تجارته بالكساد وفقد كل ما ادخره من مال, واستدان ما استغرق سداده أكثر من سبعة أعوام, وبينما هو سائر إذ رأي رجلا مبتور الساقين يعبر الطريق علي عارضة خشبية مزودة بعجلات صغيرة مستعينا بيديه بعد أن أمسك قطعتين من الخشب يستند بهما الي الأرض لدفع العارضة الي الامام فالتقي به بعد عبوره وكان بسبيله لاعتلاء الرصيف, فلما أصبح فوق الرصيف التقت عيناه بعينه وقال مبتسما: أسعدت صباحا يا سيدي انه يوم جميل اليس كذلك؟ وإذ وقف متطلعا اليه أدرك كم هو موفور الثراء فإن له ساقين ويستطيع المشي غير معتمد علي شيء وخجل مما كان يستشعره من الرثاء لنفسه, وقال: إذا كان هذا الرجل سعيدا الي هذا الحد وممتلئا ثقة بنفسه مع فقد ساقيه فأولي بي أن أتصف أنا بهذه الصفات ولي ساقان!!
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة متصل