الجرح أكبر من أي مبرر، كيف طاوعك قلبك أن تفعلها بعد عشرين عاماً من العشرة، ما هي حجتك، لدينا أربعة أبناء في مراحل جامعية ودراسية مختلفة، لدينا بيتنا وحياتنا الهادئة المستقرة، كنا مضرباً للمثل، وكنت بنظر الجميع سيدة مجتمع ناجحة وربة منزل متفانية، لم أترك شيئاً تفعله أي زوجة أخرى إلا فعلته من أجلك، تذكر أني تنازلت عن حقي في العمل تلبية لرغبتك، وقطعت علاقتي بكل من لا تحب؛ من أجل أن يسير مركب حياتنا، وتأتي أنت بعد عشرين عاماً؛ لتقولها بصراحة: «لم أحبها يوماً، هي اختيار أمي، ولا أجد متعتي معها في علاقتنا الحميمة».
كومة من الأعذار؛ كي تتزوج بأخرى وعلى مسمع ومرأى مني ومن أولادك، والأخرى فتاة صغيرة السن جاهلة لا تعرف شيئاً من الحياة سوى غرفة نوم ورجل، ولا قدرات لديها سوى أن تتأوه بغنج؛ لترضي رجولتك التي توشك أن تصبح ذكرى؛ فأنت الآن في الخمسين من عمرك بقائمة طويلة من الأمراض لا يعرفها سواي، سق مبرراتك كما تشاء؛ فقد جرحتني وانتهى كل شيء بيننا، ولا عودة لك بعد أن تكتشف نزوتك.
منتصف العمر
يعاني الرجل في سن الخمسين من أزمة منتصف العمر، وهي تحدث تقريباً بين الأربعين والخمسين، كما تقول الأخصائية النفسية علا أبو حسب الله، غزة، وفي هذه الأزمة يقف الرجل ويجري عملية محاسبة لنفسه عن ماضيه وحاضره ومستقبله.
وقد تبدو له سنوات عمره الماضية وكأنها كابوس ثقيل، ويرى أنه ضحى كثيراً من أجل أسرته والآخرين، فيقرر أن يبدأ من جديد والزواج بشابة تصغره كثيراً، والزوجة مغلوبة على أمرها، فهي لا تستطيع الطلاق؛ لعدم وجود فرصة زواج أخرى، وفي نفس الوقت لا تستطيع تقبل فكرة وجود زوجة جديدة لشريك حياتها، فتبدأ الصراعات النفسية لديها والتي تتزامن مع أعرض سن اليأس، وتكون الزوجة ضحية أكثر من الرجل في هذا الموقف.
[b]