بين ساقيَّ أنثى
زين اليوسف
in أسرة, قضايا | Published January 15, 2014
Share
Decrease Font Size Increase Font Size
frau
جذبك العنوان أليس كذلك؟؟.. لو كنت ذكراً ستكون قد ضغطت على رابط التدوينة بسبب العنوان وما يثيره في خيالك من أمور مُحرَّمةٍ و شهوانية في أغلب الوقت.. ولو كنتِ أنثى سيكون دافعكِ الخوف والفضول على الأغلب.. فكلٌ منا يحمل مشاعر مختلفة تجاه مكان واحد.. وهذا في حد ذاته يُمثل قمة السخرية والتناقض والألم.
على أية حال لا بأس لن ألومك ولهذا سأغير الموضوع لأني غير راغبة في إحراجك أكثر من ذلك.. ولنتحدث عن أمورٍ أخرى.. لنتحدث عن أمورٍ أكثر بهجة كالشرف الموت والحياة.. فهل تعلم أن تلك الكلمات بشكلٍ أو بآخر مصدرها ذات المكان!!.. أمزح؟؟.. لا أبداً.. دع عيناك تنزلقان لأسفل قليلاً وستفهم ما أعنيه.
عندما كنَّا صغاراً كان الشرف بالنسبة إلينا عبارة عن مجموعة من المفاهيم الشبه غامضة ولكن المُطلقة في ذات الوقت.. كان الشرف أن لا تسرق لا تكذب لا تتحايل والعديد العديد من الأخلاقيات المثالية والمُرفقة دوماً بحرف النهي “لا”.. و في مجملها كانت أخلاقيات روحية لا علاقة لها بالجسد كثيراً.. ولكننا كبرنا وتغيرت مفاهيمنا كثيراً وأُعيد تشكيلها لنا.. فأصبح الشرف لدى أغلبنا مفهوم قابل للاستغناء عنه حسب شكل جسدك وحسب قدرة الآخرين على إدانتك بفقدانه.
فإن كنت محظوظاً وقرر الله أن تحظى بجسدٍ ذكوري فلن توجد لديك هواجس الشرف تلك بل ستعتبرها ترفاً لا حاجة لك به.. اسرق أكذب تحايل أقم علاقات غير شرعية وأفعل كل ما يخطر بخيالك وكل ما تفكر بجعله يخطر به.. وستجد أن لا شيء يمكن أن يدينك مُجتمعياً على الأقل.. فأنت كائن محظوظ بلا غشاءٍ للبكارة يفضح انعدام شرفك أو مرونتك الأخلاقية أو الدينية في أفضل الأحوال.. وهكذا قد تفقد شرفك ألف مرة ولكنك ستظل طاهراً طهارة يوسف من غواية امرأة العزيز.. بل قد تجد أيضاً أن المجتمع يبارك لك فقدانك لشرفك في كل مرة مُعتبراً ذلك نوعاً من أنواع إثبات الذكورة المفقودة على الأغلب.
أما لو كان الله قد قرر أن يبتليكِ بجسدٍ أنثوي فهنا سيختلف معنى الشرف جذرياً لديكِ ولدى من حولك أيضاً.. حينها سيتمثل الشرف لكِ ولهم في غشاء في منتهى الرقة.. ولكن كلما ازدادت رقته زاد ثقله النفسي في حياتنا.. فهذا الغشاء يجب أن تحافظ عليه كل أنثى لو كانت تكترث كثيراً بموضوع فقدان عنقها الخاص.. لن تهتم كل أنثى به فقط ولكن المجتمع بكامله سيهتم به ويُقدسه ويصبح وجوده قضية مصيرية للأمة.. فبضع قطرات من الدماء في ليلة زفافكِ الميمون ستصنع فارقاً مهولاً في استمرار حياتك – الفعلية وليست الزوجية – من عدمها.. فحفل الزفاف كان يُتوج قصة ارتباطه به وليس بكِ.
المثير للاشمئزاز أنه عندما جاءت للوجود عملية رتق غشاء البكارة – لتجعل النساء بشرف لا يتلوث ودائم التجدد – هاجمها الكثيرون من الذكور من العامة ومن رجال الدين أيضاً واعتبروها غشاً للطرف الآخر وخداعاً له!!.. ولكن أليس الذكر يقوم بعدم ترقيعٍ لذاته بعد كل مرة يفقد فيها شرفه ومن غير خجل من إعلان ذلك الفقدان؟؟.. هي ترتقه بصمت بخزي وبرعب وهو لا يفعلها بل يتباهى بفقدانه ويكون الفخر من نصيبه كلما فقده أكثر!!.
لقد تناسى البشر أن ما يوجد بين ساقيَّ الأنثى هو رمز للحياة ولعملية انعتاق روح من أخرى.. ليتحول مع الوقت رمز للموت في حالة تلويثه بالفقد بأي طريقة كانت.. فلن يشكل الأمر فارقاً كبيراً أن فقدته الفتاة طواعية أو مُرغمة.. فقد فُقد الشرف بأكمله ولا سبيل لاستعادة نقائه إلا بالموت.. وهكذا تحول مكان خلق الحياة إلى مكان يسكنه شبح الموت و السبب غشاء!!.