يريد الزواج وأنا أرفض .. ماذا أفعل مع زوجي ؟
أنا امرأة متزوجة لعشر سنوات الحمد لله وزوجي رجل طيب ويحبني وعندنا 3 أطفال والحمد لله والشكر كان لزوجي بعض النزوات بالرغبة بالزواج والمصاحبات في السنوات الماضية ولكن قبل سنتين تاب الله عليه وأوقف هذه المهزلة ووعدني انه سيخبرني إذا أراد الزواج من ثانيه وجاء اليوم الذي اخبرني انه يريد الزواج وأنا لم ارفض وقلت له أن يستخير وان يحاول ان يكمل الموضوع بالطريقة الصحيحة أنا عارفة أنا مش مقصرة معه .
ولا أريد أن ارفض شي الله أحله له ولكن الشيطان والصبر الشيطان يوسوس في عقلي وقلبي أشياء تغضبني من زوجي رغم أني أريد أن أكون قد كلامي وصديقة له ولا أغير كلامي أيضاً الصبر والقوة والصمود في الموقف ليس بالشيء السهل أريد نصيحتكم كيفيه التعامل مع هذا الموقف بطريقة ترضي الله ورسوله وزوجي ونفسي جزاكم الله خير .
أم عرفة - اليمن
صديقتي نعم زواج الرجل من امرأة أخري ليس بالشيء السهل ، لكن هل فكرت ما الذي يجعل زوجك يفكر في امرأة أخري ويرغب في الزواج بها ، أنت تزكين نفسك وتقولين إنك لست مقصرة معه في شيء فلماذا ترددي الكلام مع نفسك فقط لماذا تحاورين نفسك في مشكلة زوجك أيضاً طرف فيها لم لا تشركيه معك وتطرحي عليه السؤال : هل أنا مقصرة معك ؟
من خلال الإجابة يمكنك وضع النهج الذي ستسيرين عليه فلو كنت مقصرة في حقه حاولي أن تعالجي هذا القصور إن أمكن ، أما إن لم تجدي من نفسك التقصير ووجدته شديد الرغبة للزواج بأخرى فما عليك إلا التسليم لأمر الله وإرادته ، المهم ألا تسلمي بالأمر من البداية إن كنت لا تريدين ذلك ، و حاولي خلق مساحة للتفاهم مع زوجك والتأكيد له بأن الزواج من امرأة أخري ليس بالأمر هين لأنها مسئولية ضخمة وتبعة ثقيلة ، ولا مانع من أن توسطي بينكما شخص قريب منه موثوق به ليقنعه بما قد يكون خافياً عنه ، وما لا يعمله من الإنفاق والقدرة والعدل وغير ذلك فليس الزواج بأخرى مجرد متعة في الحلال فقط ، لكنه مسئولية جسيمة وحمل ثقيل لا يقدر عليه إلا المؤهل له والقادر عليه ، والقدرة هنا هي كل ما تعني الكلمة وتحمل من معاني ، فهل يعي زوجك كل ذلك .
أعرف رجال كثيرين فكروا في موضوع الزواج الثاني ودخلوا التجربة والتفاؤل يملؤهم والامل يحدوهم بقدرتهم علي حسم الأمور وتحقيق العدل والتوازن ، لكن ما إن صارت التجربة واقعاً ، حتى انقلبت الموازين وتبدل الحال غير الحال وعادوا أدراجهم نادمين موقنين أنهم أخطئوا ، فإن احتملت الصبر علي هذه المحنة فلك جزاء الصابرين المحتسبين ، وإن لم تتمكني من الصبر فخيري زوجك بين الزواج بأخرى أو الإبقاء عليك وهو حقك ، أما إن ارتضيت بالحياة معه رغم زواجه من امرأة أخري فلك مطلق الحرية ، فالمسألة أولاً وأخيراً مجرد قناعات ، فقد تري واحدة في زواج زوجها بأخرى حق مشروع له ، وتراه أخري جريمة لا تغتفر .
ولأنها حياتك أنت وأنت أعلم الناس بميزاتك وعيوبك وأعلم لناس أيضاً بزوجك ، فالقرار قرارك أنت سواء وافقت علي زواج زوجك أو لم توافقي ، المهم ألا تفعلي إلا ما ترين انك قادرة علي فعله فلا تجبري نفسك علي حياة غير مناسبة قد تسبب لك التعاسة ، وإن كان ظني أن قدرتك علي العطاء كبيرة جداً وأن لن تضاري عن تزوج زوجك بأخرى ولن يسوؤك هذا الأمر كثيراً ربما لحكمة فيكِ أو لرجاحة عقل أو لتدين وقرب من الله ، أو ربما لكل هذه الصفات ، لذا أبشرك أنك لن تعاني حال زواج زوجك بأخرى لكن ذلك لا يمنع أن تحاولي جهدك إثناءه عن هذه الفكرة والتراجع عنها ما أمكنك ذلك ، حتى إذا وقع مالا ترضين لم تندمي لأنك قد بذلت كل جهدك للحول دون وقوعه ، فعندئذ يكون هذا هو قضاء الله وقدره وعليه وقتها الرضا به أو الامتثال له ، أسال الله أن يهيئ لك الخير ويرزقك هدوء البال .
عواطف عبد الحميد
نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي
تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك