عواطف عبدالحميد
السبت، 09 نوفمبر 2013 06:14 م
تخليت عنها ولما تزوجت جن جنوني !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك على حسن اهتمامك في البداية أقول لك إن مشكلتي تتلخص في العنوان التالي
أحببتها عدة سنوات وتزوجت بأخرى وما زلت متعلقا بها ) .ومشكلتي هي أنني أحببت قريبة لي منذ أن كانت صغيرة حبا لا يوصف وعندما كبرت بدأنا نتقرب من بعضنا وقد كانت تبادلني نفس الشعور فصارحنا بعضنا بحبنا .
وبدأت قصة حبنا الجميلة حيث كنا نكتب الرسائل الغرامية لبعضنا ولقد كانت حبيبتي تحبني حباً جنوني لحد لا يتصوره عقل حتى أنها كانت مستعدة لتقدم كل شيء لي لترضيني وتسعدني وعندما بدأت دراستي الجامعية ازددت تعلقا بها .
حتى أنني كنت متلهفاً لينتهي الأسبوع بسرعة لكي أذهب إلى البلد وأراها وبدأنا نلتقي سراً وبشكل مستمر ونتكلم عن طريق الهاتف كثيراً فقد تعلقت بها وتعلقت بي ، وكأننا جسد واحد وقلب واحد ومرت الأيام وفي السنة الثالثة حصلت بيني وبينها بعض المشاكل ولكن لم تبعدني عنها لكن أخذت بعض المواقف منها على الرغم أن قلبي مايزال متعلقاً بها بشكل أكبر وقبل الإنتهاء من
دراستي الجامعية تدخل بعض الأقارب وبدأوا بنشر العداء بيني وبينها بطريقة غير مباشرة وهكذا قد مضى أربع أو خمس سنوات على حبنا .
وعندما تخرجت وأردت الزواج وكأن الشيطان رمى لعنته بيننا وصرفت النظر عنها وأيضاً لتدخل بعض الأقارب كما قلت ولا أدري ما الذي حصل لي سنين طويلة من الحب الجارف بيني وبينها وفجأة تركتها ليس هذا فقط ، بل إنني بدأت أبحث عن زوجة لي ، وهنا كانت طعنتي لها وغدري بها ، الأمر الذي جعلها تكلمني أكثر من مرة وتهددني بأنها ستنتحر ، وأنها لا تستطيع العيش من دوني ولكنني ما استوعبت كل هذه الأمور على الرغم من أنني أحبها ولا أناقض نفسي والله على ما أقول
شهيد لكن ما الذي صرفني عنها وتعنت برأي لا أدري وكأنه كابوس .
وقررت الزواج أخيراً وتزوجت، وفي الليلة الأولى ولا أريد أن أقول بعد فترة استفقت من غيبوبتي وعندها ندمت ندماً ندماً شديداً ووقتها جننت وبدأت أنيب الضمير يقتلني لأنني قتلت نفسي بل نفسها لأنها تجرعت المأساة وطعنت وغدر بها وبنفس الوقت قتلت نفسي وسببت لها العذاب والشقاء فقد سيطرت صورتها وفكرها علي وبدأت أفكر بأن أطلق زوجتي لأنها الثانية كانت تعاني مني حيث لا أعطيها ذلك الإهتمام .وبدأت المشاكل بيني وبينها وخبر الأهل بذلك وعلموا بأني أريد أن أطلق وبدأوا بإقناعي والتخلي عن هذا الأمر لأن طلاقي سيسبب مشاكل عائلية أنا بالغنى عن الحديث عنها .
وعندما تزوجت حبيبتي جن جنوني وبدأت أتخبط حيث أنها استولت على كل تفكيري وبدأت أحلم بها كل يوم وأذكر اسمها في منامي فأرجوا من الله أن تسامحني وأتمنى لها السعادة والتوفيق من كل قلبي وخاصة أني سمعت بأنها سعيدة مع زوجها بينما أنا أصبر على العذاب والشقاء وأطلب منكم الحل ولكم الشكر على حسن الإستماع .
نزار -الأردن
أهلاً بك صديقاً لصفحة " أوتار القلوب " ، واعذرني أخي العزيز إذا كانت رسالتك لم تصل أو تأخر الرد ، ولندخل في مشكلتك عن حبيبتك التي تركتها وتزوجت أنت ثم تزوجت هي الأخري وهذا أمر طبيعي جداً إذ أن ما فعلته هو عين العقل والصواب ، ورغم أنني لا أري في مشكلتك مشكلة لكنني سأكون معك خطوة خطوة وبداية أذكرك بحديث المصطفي صلي الله عليه وسلم القائل فيه " ما أصابك لم
يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك واعلم ان الامة لو اجتمعت علي أن يضروك بشئ فلن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشئ فلن يفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف "
صدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام والزواج أخي العزيز قدر ورزق ولا يعلم الرزق ولا يقدره إلا الله ، والله لا يقدر لنا شراً أبداً فقدر الله لا يأتي إلا بالخير ، فهوسبحانه القائل في كتابه العزيز "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرا" .. "سورة النساء"
فيا أخي العزيز ما قد كان قد كان فقدر الله وما شاء فعل ارضي بنصيبك ولا تجعل ذكري الماضي تمثل علي عينيك سحابة تحجب عنك ضوء الحياة الحقة وبهجتها ، ولا تدع التفكير في ما كان ينسيك أن تشكر ربك علي ماوهبك من نعم فربما قدر لك ولها خيراً عظيماً ولكنك لا تدرك قيمته الآن
هذا إذا كنت تتمني لها السعادة كما تقول لكن المشكلة أنك كمعظم البشر لا يقدرقيمة
ما بيده إلا حين ضياعه فقد كانت معك وتتمني رضاك ولكنك وحدك الذي فرطت فيها وعندما تزوجت شعرت بكبريائك المغرور ينكسر وحينما سمعت أنها سعيدة مع زوجها زاد ذلك من إحساسك بالندم ولكن بعد فوات الأوان ،فهي لم تختر وإنما رضيت بقضاء الله وقدره فعاشت سعيدة أما أنت فاخترت ، ومع ذلك فلم ترضي بما اخترته وبما قدره الله لك لذا تتجرع كأس التعاسة ، ولا
فائدة من كل ذلك فقد نفذت إرادة الله الذي لا راد لإرادته .
فاحمد الله علي ما أنت فيه وارضي بما قسم الله لك لتكون من الشاكرين ، وخاصة أنك أنت الذي
اختار واصر علي اختياره فلم يفرض عليك أحد ما انت فيه لذا فليس من المروءة أن يدفع الآخرون دائماً ثمن أخطائنا .
ومن الشجاعة أن تواجه الحقيقة حولك وتعترف بأن ما أنت فيه ، سببه الوحيد والأكيد هو عنادك وعنتريتك في مواجهة الحقيقة حين اخذتك العزة بالإثم وتخليت بشكل مخجل عن إنسانة
ذنبها الوحيد أنها أحبتك بصدق وإخلاص حتي آخر لحظة، فلم يخذلها الله الذي عوضها بمن هو أفضل منك ، ولعلني أجد في رسالتك أخي العزيز العبرة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمشاعر الآخرين من دون هدف إلا محاولة إثبات الذات والغرور بالنفس الأمارة بالسوء .
وعليك أن نتقبل أقدارك برضا وتتحمل مر هجرانك ، وأسأل الله لك الهداية وأن ينير قلبك
وبصيرتك وأتمني أن تكون قد وعيت الدرس جيداً ، وفقك الله إلي مافيه الخير .
عواطف عبد الحميد
"نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي "