خبير التنمية البشرية كريم علي
التخلص من لصوص الوقت وتجنب الأماكن المزدحمة يساعدك على إدارة وقتك
نقضي 800 ساعة في تناول الطعام ونشكو من ضيق الوقت!
تجنب الجدال واللوم وفكر بعقل خصمك لتتغلب على الأخطاء والمشكلات
لديّ كثير من الضغوط وأهلي وأصدقائي لا يجدون من وقتي ما يكفي، ولكن من أين لي بهذا الوقت؟. هل تصدق أن إضاعة 15 دقيقة كل يوم تعني إضاعة 11 يوم كامل كل عام. هل تعلم أنه في دراسة علمية وجد أن الأشخاص يقضون ألف ساعة سنوياً أمام التليفزيون، و600 ساعة دراسة في الجامعة، وألف ساعة دراسة في المدرسة، ومن 500 إلى 800 أكل، ومن 2100 ساعة إلى 3500 في النوم.
وإحصائية أخرى تنبئنا أن الساعات السنوية هي 8760 ساعة يطرح منها 488 ساعة للتنقلات، و1095 للأكل، و365 ساعة لتغيير الملابس، 2920 ساعة للنوم، و1952 ساعة للعمل والدراسة. والباقي هم 1940 ساعة = 81 يوم أي 22% من العام نفعل بها ما تشاء!.
ولأن الوقت هو الشئ الذي نهمله جميعاً ثم نأسف على ضياعه، ولأن جميعنا يرغب في مزيد من الوقت والاستمتاع بالحياة بدرجة أكبر، لكننا لا نجد الوقت الكافي لذلك، يرشدنا خبير التنمية البشرية كريم علي -المحاضر في عدد من الجامعات وصاحب عديد من المؤلفات - في حواره مع "محيط" كيف ندير أوقاتنا بشكل فعال يكفل لنا تنفيذ المهام بدقة في مواعيد محددة، والحفاظ على توازن حياتنا فضلاً عن إمكانية التخلص من الضغوط.
كذلك يخبرنا في الحوار كيف يمكننا في تسع خطوات فقط أن نعالج الأخطاء ونرشد للصواب دون جدال أو صخب، كذلك نتعرف من خلال الحوار على الخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى القرار الصحيح..وإلى نص الحوار.
إدارة الوقت كما يؤكد خبير التنمية البشرية حث عليها الإسلام، فالله سبحانه وتعالى في القرآن أقسم بألفاظ تدل على الوقت ولا يقسم الله إلا بعظيم، ومنها العصر، الفجر والضحى وغيره.
ويؤكد "علي" أن إدارة الوقت تعني الاستفادة القصوى من الوقت المتاح، فلا يمكننا بالطبع زيادة عدد ساعات اليوم عن 24 ساعة، لكننا نستطيع استثمار هذه الساعات بفاعلية. عن طريق التأكد من أن العمل الذي يؤديه كل منا هو الطلوب منّا أداءه بالفعل.
ما هي مهارات إدارة الوقت المطلوبة لإنجاز الأعمال؟
علي: أولى هذه المهارات أن تقول نعم للأولويات ولا للأنشطة الأخرى وهذا يعني أن تتحلى بجرأة وشجاعة لكي تقول لا بملء فيك، ولكن بأدب وابتسامة لكل من يصرفك عن أولوياتك في الحياة.
احرص على التوازن في حياتك بإعطاء كل ذي حق حقه، كن مرناً فالمرونة مطلوبة في ظل إدارة الوقت. جهز قائمة يومية بالأعمال التي يجب إنجازها، ورتبها حسب الأولويات، تجنب زيارة الأصدقاء دون موعد مسبق، اقتنص دقائق الوقت الضائعة وهي كثيرة فكثيراً ما تنتظر في زحمة المرور وعند الإشارات أو الأسواق أو انتظار موعد؛ ويجدر بك أن تشتغلها في قراءة كتيب أو تدوين خاطرة أو التفكير الإيجابي في موضوع مهم. رتب مواعيدك.
أيضاً تجنب لصوص الوقت وما أكثرهم في أيامنا، ويجب أن ننتبه لمثل هؤلاء وأن نتعامل معهم برفق وحرص، وإذا ابتليت ببعضهم زائراً فافعل معه ما فعل ابن الجوزي مع أمثالهم حين أسند إليهم بري الأقلام وتقطيع الورق اللازم لتأليفه الغزير، وهي من الأعمال التي تأخذ من وقته الكثير.
تخلص من تلال الورق فبعضنا مبتلي بجمع الأوراق التي تفيده والتي لا تفيده، وأنصح أن يتخلص الإنسان من جميع الأوراق التي لا يحتاجها.
اقض على عادة التسويف لأنها من العادات القاتلة لإدارة الوقت؛ فوض بعض أعمالك للآخرين، أحسن التعامل مع الهاتف، تجنب أماكن الازدحام قدر المستطاع، كن حازماً أمام وسائل الترفيه.
احفظ مفاتيحك في مكان آمن لأنه من المضحك أن كثير من الأوقات يضيع أحياناً في البحث عن مفاتيح المنزل أو السيارة أو المكتب، فاحفظ مفاتيحك في مكان بارز ثابت لك.
كيف يمكن تصويب الأخطاء بين الشريكين أو في العمل دون صدام؟
علي: هناك فن لمعالجة الأخطاء يتمثل في تنفيذ تسع خطوات وهي نصائح مهمة نستطيع من خلال تطبيقها معالجة الأخطاء بأفضل ما يمكن وأن نحصل على أعلى قدر ممكن من النتائج المرجوة من معالجة الخطأ، وهم:
- تجنب الجدال : تجنب الجدال العقيمٌ و الذي لا فائدة منه، ولذلك فإن النصوص الشرعيةٌ لم تذكر الجدال إلا بالتي هي أحسن .
- إزالة الغشاوة عن عين المخطأ: فلابد للمخطئ أن يشٌعر أنه مخطأ أولاً، حتى يكٌون لديه حافز للبحث عن الصواب.
- اللوم لا يأٌت بخير: تذكَّرْ أن اللوم لا يأٌت بنتابج إيجابية، فحاول أن تتجنبه .
- ضع نفسك موضع المخطأ ثم ابحث عن الحل: عندما نعرف كيف يفٌكر الآخرون، ومن أي قاعدة ينٌطلقون، فنحن بذلك قد عثرنا على نص الحل لعلاج الخطأ . حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ، وفكر من وجهة نظره هو، وفكر في الخياٌرات الممكنة التي ممكن أن يتقبلها، واختر له ما يناسبه.
- ما كان الرفق في شئ إلا زانه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم.
- دع الآخرين يتٌوصلون لفكرتك: عندما يخٌطئ إنسان، فقد يكٌون من المناسب أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه، فإن هذا أدعى للقبول.
-عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب : حتى يتٌقبل الآخرون نقدك المهذب، وتصحيحك للخطأ.
لا تفتش عن الأخطاء الخفية: حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها؛ لأنك بذلك تفسد القلوب، وقد نهى الشارع الحكيم عن تتبع العورات.
- أخيراً الحكمة تقول: من تتبع خفيّات العيوب، حُرِم مودات القلوب.
كيف نتخذ القرار السليم في خطوات محددة؟
تواجهنا مواقف في حياتنا الشخصية والعملية، نضطر فيها لاتخاذ قرارات خطيرة، علينا التأكد من صحتها وصوابها، وفعل ذلك يتطلب مهارة "اتخاذ القرار" التي نستطيع
تعلمها وإتقانها وتطويرها، والنصيحة الأفضل التي نستطيع أن نقدمها من أجل مساعدتك على اتخاذ قرارات أفضل هي أن تتعلم طريقة محددة لاتخاذ القرارات. إن المئات من القرارات اليومية تعتبر روتينية وليس فيها أي مخاطرة تذكر. ولكن مع ازدياد درجة المخاطرة يصبح علينا أن نفكر في القرارات التي نود اتخاذها بصورة أعمق وأفضل.
ليس هناك طريقة بالطبع لضمان أن تكون كل القرارات التي يتخذها الإنسان سليمة وصحيحة دائماً. ولكن بإمكانك أن تحسن من فرصة واحتمالات صحة القرارات التي تتخذها عبر اتباع الخطوات الارشادية التالية.
حدد الموضوع، وضع قائمة بالقيم ذات الصلة: ما هي القيم التي سيحييها أو يحافظ هذا الإجراء عليها؟ الأرباح، الأمن، وحدة العائلة؟.
استعرض التكاليف والفوائد، ما هي تكاليف هذا الإجراء مالياً، وجسدياً، وذهنياً، تعرف على المعوقات؟، ضع موعداً نهائياً لاتخاذ القرار، اجمع المعلومات، ضع خطة تنفيذية واكتب كيف ستحقق بالضبط كل خطوة في الخطة.
استشر المقربين، اعط نفسك بعض الوقت لاستيعاب كل المعلومات التي جمعتها. عندما تصل للموعد النهائي، اتخذ قرارك. ثق بإحساسك الداخلي. لن يكون لديك أبداً كل المعلومات التي تريد، ولكن هناك وقت للاختيار بناءً على ما لديك من معلومات. توكل على الله واتخذ القرار الذي تعتقد بصحته فقد فعلت ما عليك.