ويسالونك عن الصمت

الصمت
أبلغ تعبير وأقوي أحساس ذاك هو الصمت ، يغني في كثير من الأحوال عن جبال من الكلمات ، حتي شرعا استعيض عن الكلام فيما يخص أهم قرار في حياة أي أنثي بكر بصمتها ليعبر كأفضل تعبير عن قبولها بالزواج ممن يعرضه عليها أبيها ، الصمت من أجل واعظم الأساليب التعبيريه والصمت أي السكون وعدم التلفظ قيل فيه الكثير ولعل ابلغ ما قيل فيه إذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب ، لأن الصمت كالصدق منجي في كثير من الأحوال وكم من أناس عظماء سقطت هيبتهم بمجرد ان نطقت ألسنتهم ، والصمت نعمه كبيره أحيانا وليس في كل وقت ، المهم أن يدرك المرء متي يصمت ومتي يتحدث ، وقد قيل فيما مضي سكت دهرا ونطق كفرا ، حين يصمت الشخص في موضع الكلام ويتحدث بعد طول صمت بالفحش ،
والصمت في كثير من الأحيان يغني عن البوح حين يتعلق الأمر بالمشاعر فصمت اللسان يعطي الفرصه للعين كي تبوح بما هو أرقى من أي لفظ قد يتشكل ويخرج عن طرق الشفاة ، بل إن الصمت يعطي لكافة الأحاسيس الأخرى الفرصة كي تعبر بطرق أكثر طلاقة عن حالة الإنسان ، وهو يهئ المتلقي كي يصفي ذائقته ومشاعره كي يتفاعل ببهاء مع كل همسة أو لمسة او حتى نظرة ،
والصمت في كل الأحوال تدبر وفكر ، إستعداد وتماس مع الصدق ، فأفة اللسان في كثرة الكلام والسقوط في الزلل ومقاربة الخطأ والسقوط في حبائل الكذب ، أما حين نعانق الصمت فأننا نتلمس طريق الصدق ونحن نفكر في عواقب البوح أذ مسه خبث الكذب فينجينا الصمت من الوقوع في براثن الهاوية ،
والصمت إذا تعطر بفكر وتدبر وإزدان بأناة وحلم وحفته المشاعر المرهفه والصادقة من جوانبه صار صمتا نورانيا يحلق بصاحبه في فضاءات الألق ويمنحه فضيلة التفرد ويضفي عليه مهابة ترفعه في اعين أعدائه قبل أصدقائه .