زوجتي أخطأت وسامحتها .. أعذب نفسي فهل أطلقها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة / عواطف عبد الحميد حفظها الله أنا رجل متزوج منذ فترة طويلة من الزمن ولي أحفاد من أولادي وبناتي . بعد مرور 11 عام من زواجي عدت من العمل مبكرا لأتفاجئ أن زوجتي تكتب رسالة فطلبت منها الرسالة ولكنها رفضت فازددت غضبا وهجمت عليها لأخطف الرسالة قأكلتها فنزعت الرسالة من فمها وأخذت الرسالة إلى مكان بعيد من البيت وأصلحت الورقة و فردتها ثم قرأتها ... وكانت الصدمة ! إنها تكتب لشخص قريب مني جدا .... كلام حب و لا زالت كلماتها تعيش معي حتى اللحظة خصوصا " يا أعز مخلوق " " فرطت في أغلى ما أملك " !! فعدت إلى البيت و في الطريق كل من يراني يقول لي انني على وشك الموت حيث كان وجهي أصفر مع زرقة الموت . لم أستطع طلاقها لأن أولادي كانوا أطفال وهي ابنة عم لي وأخشى أن افضحها لأهلها فتكون الكارثة بين العائلتين وتنتشر الفضيحة والطلاق وسأبدو في نظر الناس أنني مغفل وأنها سيئة السمعة . فناقشتها في الرسالة وأقسمت يمين بالله أنها لم ترتكب الفاحشة .
فأصبت بحالة اكتئاب قاتلة لدرجة أنني اقتربت من الجنون وكنت أذهب لطبيب نفسي لعمل حلسات . وأصيبت هي بحالة هستيرية و كأنها مركوبة بجن مصري حيث كانت تتكلم اللهجة المصرية بطلاقة و هي عمرها ما خرجت من فلسطين ... عشت تقريبا 10 سنوات في الاكتئاب وعالجتها بالطب العربي و الكيميائي حتى شفيت و أيضا شفيت أنا وفتحنا صقحة جديدة من حياتنا وأعرف أنها تحبني جدا .... ودفنت الماضي وأغلقت الباب ورميت مفتاح الماضي .
وكبر الأولاد وصاروا شباب وصبايا وتزوجوا من عائلات محترمة وأنجبوا أطفال ... ولكن عادت لي الذكرى المؤلمة و سألتها من جديد : ماذا فعلت ؟ ولماذا كتبت كذا وكذا ؟ فأقسمت بالله مرة أخرى أن يدها كانت تكتب بدون علمها وأنها لم تخونني لا في عرضها ولا في شرفي ولا مالي ولا أولادي وتطلب مني الاستعاذة من الشيطان الرجيم وتقرأ على سور من القرآن ... وطول هذه الفترة وأنا أجدها صائمة قائمة قارئة للقرآن صادقة في تعاملها معي ومع أولادي الذين تخرجوا من الجامعات ومحبوبين من الناس ومؤدبين .
ولكن الهاجس والوسواس لا زال يسامرني ويقول لي :" يا أهبل ضحكت عليك ... خانتك ... حبت واحد غيرك .. بتمثل عليك ..بس علشان تستر حالها وتتجنب الفضيحة ... طلقها .... اتزوج عليها واهجرها " وعلقي لم يعد يحتمل المناظر التي أتخيلها فأكرهها ... وأعود أناقشها من جديد فتبكي بحرقة وتحلف أيمان أنها لم ترتكب الفاحشة ولم يرى جسدها أحدا غيري ... فأعود للوضع الطبيعي بل بحب أكثر بكثير ... ثم يعود الوسواس .... لدرجة أنها قالت لي : "هل أنت ربي ؟ ربي هو الذي يحاسبني ... طلقني ... أو تزوج علي ... وأفعل ما بدا لك .. وسأعود لبيت أهلي مع أنني أحبك " ونفسي تقول لي :" خلاص .. ضحكت عليك ... رحت في داهية " أرجوك ... ما أفعل ؟
كم أتمنى أن تنمحي تلك الكلمات من ذاكرتي ؟ كم أتمنى أنني طلقتها من زمان ! كم أتمنى أن يبتعد عني الوسواس ؟ كم أتمني أنني لم أكن مغفلا !! ساعديني .... حياتي في جحيم .... أخاف أن أظلمها فأندم ؟ أريد أن أعرض عليها الملاعنة وأخاف أن أدمرها مع أنها أبدت استعدادها مرة ولكنني خجلت من نفسي . يا الله كم أعذب نفسي واعذبها معي أخاف على باقي أطفالي .
أخاف على شرفي وسمعتي وفضيحة زوجتي ... أرجوك وضحي لي ما تعنيه تلك الكلمات " يا أعز مخلوق " هل هناك من هو أعز من الزوج ؟ " فرطت في أغلى ما أملك " ما هو أغلى ما تملك المرأة سوى عرضها وشرفها !!!لا زلت في حيرة من أمري .... يا ليتني مت قبل هذا و كنت نسيا منسيا . ملاحظة : إذا أحببت نشر الرسالة لامانع وأرجو منك تحرير بعض المقاطع والكلمات وإخفاء بعض الرتوش حتى لو قرأها غيرنا لا يعرف من نحن ... وأرجو إعلامي بالبريد الالكتروني عن قبول الرسالة والرد عليها .... أرجوك رجاءا حارا
sami- Palestine
أخي الفاضل أهلا بك حفظك الله وحفظ عليك زوجتك المخلصة ، نعم زوجتك مخلصة وما بدر منها لم يكن شوي إحدي لحظات الضغط النفسي فكتبت دون وعي ما كتبته وخطت ما خطته ، انت رقبتها طوال عمر كامل ، ولم تجد منها ما يشينها ، وتقول إنها طوال العمر وهي الزوجة المخلصة الطائعة الحافظة لك ولبيتها ، فعلام الوسواس الذي يلازمك ويقلب بيض أيامك سوداً ، لماذا لا تستعين بالله وتهديء من روعك ، وتنفي عنك ظنونك والهواجس التي تلازمك ، فخطأ واحد ارتكبته عاشت تكفر عنه عمرها بالكامل ، كل هذا وانت ترقبها وترقب إخلاصها لك وعدم انحرافها عما عاهدتك عليه فهي ملتزمة بالصلاة والصوم والعبادات وأنت تعرقبها في السر والعلن ولا تري منها إلا الحب والإيمان بالله والإخلاص لك ، فالله تعالي يقول " اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، وأنت أخي الفاضل ألا تحب ان يغفر الله لك ، فلتعف إذن وتصفح ، فالله وحده هو خالقنا وهو يتولي حسابنا ، فزوجتك لها رب يحاسب ويعاقب ، وأنت زوجها نعم ولك حق في رقبتها نعم ، لكن كل ذلك لا يعطيك الحق في أن تستعبدها وتحاكمها وتسيء إليها لمجرد خطأ ارتبكته وندمت عليه ، ومن منا بلا خطأ
" من منا ما ساء قط ومن له الحسني فقط " ،
فجاهد أنت نفسك واعف عن نفسح وعن زوجك ، ولا تحمل نفسك مالا طاقة لك به " رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ" ذلك مما علمنا إياه رب العالمين
لقد مر علي هذه الحادثة زمن بعيد وكبر أولادك ، لكن يبدو أن الفراغ الذي تعاني منه قد قلب عليك المواجع ، وجعلها تمثل شاخصة أمام ناظريك
حاول أن تشغل فراغك من جهة فلا تفكر فيما يوغر صدرك تجاه زوجتك
حاول ان تقوي صلتك بالله عز وجل وتذكر ان من لا يرحم لا يُرحم ومن لا يغفر لا يغفر له
فاغفر لزوجتك واحتسب تسامحك معها لله وطمعاً في دخول الجنة من باب المغفرة
حاول أن تتذكر محاسن زوجتك وتتغاضي عن سيئاتها فذلك من شأنه أن يجعلك تتسامح مع ما اقترفته في حقك
وكونك لم تطلقها طيلة هذا العمر وتندم الآن علي ذلك يعني أنك تحبها جداً وقد سامحتها لكنك الآن تكابر نظراً للفراغ الذي ملأ حياتك بعدما كبر الأولاد أو بالأحري بعدما انتهي المبرر الذي قدمته لنفسك لسنوات مبررا رغبتك في الإبقاء عليها ، فأرح نفسك وذهنك من عناء المكابرة وتسامح مع زوجك بقلب صاف وعش ما بقي لك من العمر في هدوء ، مستعيناً بالله أن يبعد عنك نزعات الشيطان .
تابعوا أوتار القلوب علي الرابط التالي
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : السبت , 8 - 12 - 2012 الساعة : 4:0 مساءً
توقيت مكة المكرمة : السبت , 8 - 12 - 2012 الساعة : 7:0 مساءً
[b]