بدأت «بروفة» العنف المتوقع يوم 30 من هذا الشهر بحرق المقر الرئيسى لحركة تمرد وحدوث مصادمات دموية فى عدة محافظات فى وجه بحرى.
هذه المقدمات المقلقة تؤشر إلى فقدان الحوار، وارتفاع وتيرة الاحتقان والحشد العاطفى بين الأطراف المختلفة وبعضها البعض.
وفى وقت اعتبر فيه لقاء الشاطر- موسى خيانة واعتبر فيه من حضر لقاء رئيس الجمهورية حول أزمة سد النهضة الإثيوبى تمزيقا لوحدة المعارضة فإن أى أمل فى التفاهم والتواصل والوصول إلى حد أدنى من الفهم يمكن جميع الأطراف من التعامل الآمن مع الملفات الحيوية التى تهدد مصير البلاد.
كل شىء مجمد، كل شىء معطل، كل شىء محلك سر، كل الأطراف ملتهبة وساخنة ومتربصة لبعضها البعض، لا تقبل مد جسور ولا مكالمة هاتفية من خصم سياسى ولا حتى دعوة للقاء مصالحة.
هذا النوع من الشك والتربص والرفض لبعضنا البعض لا يوصلنا إلا إلى حالة واحدة وهى مقدمات الحرب الأهلية.
وحينما ذكرت مصطلح الحرب الأهلية منذ 8 أشهر سخر منى البعض واتهمنى بأننى صاحب خيال خصب وأن وضعية الحرب الأهلية لا تنطبق إطلاقاً على الحالة المصرية.
وقال هؤلاء بالحرف الواحد: «إن مصر فى ظل حكم الإخوان محصنة تماماً من الحرب الأهلية لأنها تعيش حالة حوار ديمقراطى فى ظل سياسة الأبواب والجسور المفتوحة».
وثبت بالدليل القاطع أن مصر ليست محصنة وأنها، للأسف، لا تعيش أمجد أيام حوارها الديمقراطى بل تعيش حالة مخيفة من الاستقطاب السياسى الحاد غير المسبوق.
وإذا استمرت وتيرة التصعيد من جميع الأطراف على ما هى عليه هذه الأيام فنحن أمام مقدمات مصادمات دموية بطول البلاد وعرضها قد تكون بدايتها يوم 30 من هذا الشهر وتكون لها تداعيات شبه يومية فى جميع محافظات البلاد.
وأخطر ما فى العنف السياسى هو أن يتحول من حوادث فردية لأشخاص ليسوا تحت السيطرة إلى عنف منظم وجماعى لقوى لها عقل وإدارة تسعى إلى تغيير شكل البلاد بالقوة بعيداً عن منطق ومفهوم الشرعية.